سدِّد ديونك يا (إتِّي)!!

قامت الدنيا وترفض أن تقعد حتى الآن، منذ أعلنت (الهيئة العامة للرياضة)، في أول بيانٍ مهم لها في ثوبها الجديد، أن ديون نادي (الاتحاد) بلغت (299) مليون ريال؛ لتدحض المبالغات التي تقول إنها (300) مليون!! وكعادتها تبرأت (نزاهههههههة) من المسؤولية عن مناقشة هدر الأندية؛ لأنه هدر خاص ماص، وهي معنية بالهدر العام الطام، وقالت فيما معناه: خلوا هيئة الرياضة تُهدر و... نشوف؟!! وموقف (نزاهههههآآي) سليم في جسم سليم، لو كانت الأندية تمارس هدرها في بيئة احترافية حقيقية، تحكمها قوانين العمل، وأنظمة الشركات والمؤسسات العالمية؛ حيث يناقش ملف الديون والخلافات المالية في محاكم مختصة! أما أمام هذا النظام المحلي المستعصي على المنطق؛ فإن (نزاههههههة) تبدو كطبيب يأتيه من يشكو صداعًا فظيعًا، فيقول له: ما فيك إلا العافية.. (الرأس) سليم.. خذ لك حبتين مسكّن عند اللزوم!! والحق أن إقحام (نزاهههههههة) في الموضوع أصلًا هو مسكِّن لم يعد يؤثر؛ إذ اعتاد عليه (الصداع)!! ورغم أن (الإتي) ليس النادي الوحيد، الغارق في الديون، لكن (هيئة الرياضة) بدأت به ـ فيما يبدو و(يبدو فقط) ـ لأنه نادي (الشعب)، وبالتالي يسهل تحميل (الشعب) كامل المسؤولية، كما حملته وزارة التجارة مسؤولية ارتفاع الرز والتبن والشعير؛ لسلوكه الاستهلاكي الهيَّاط! وكما حملته هيئة (سوق المال) مسؤولية كارثة الأسهم (2006)؛ حيث يشكل جمهور (الإتي) النسبة الأكبر من (الشعب) بدليل هتافه (اعترافه) بالعبارة الشهيرة :(ياكلك.. حبة حبة)! وقد اختفت هذه العبارة تدريجيًا منذ فضيحة (مكائن سنجر) التي ربما - وربما فقط ـ أثبتت التحقيقات تورط بعض إدارات (العميد)، وبعض أعضاء شرفه في المساهمة فيها؛ للتعاقد مع (عوير) و(صوير) و(اللي مافيه خير)! وإذا استطعنا تحميل جماهير (الإتي) كامل المسؤولية؛ فمن يسدد الديون غيرها؟ وهل تعرف في العالم جمهورًا أكثر حبًا ووفاءً من جماهير نادي (الشعب)؟ وهي تقدر بـ(3) ملايين، فلو دفع كل حبيب وفي (100) ريال؛ لتم جمع (الدية) في يومين، وسلمت رقبة (الإتي) من القصاص!! ولكن قد يصعب على معظم الشعب دفع (100) ريال مرة وحدة؛ فليس أمامه إلا اكتساح (أفران) المملكة، وشراء الخبز (بريالين) إلى أن يتم تسديد الدين الحالي، ويهتف منتصرًا: والتاني.. الله يجيبه!!
نقلا عن مكة