طيب.. ينفع كيس (شحم)؟!

أن يسيء للمرأة السعودية كاتب بقامة أستاذ الأجيال العكاظي (عبدالله عمر خياط)؛ فهذا ما لا يصدقه عقل، ولكن الذين تكلفوا اقتناص هفوته، وزعموا أنه يشبِّه المرأة بـ(كيس فحم) لارتدائها العباءة السوداء دون كل ألوان الطيف، هم قومٌ لا يفتقرون إلى العقل وحسب، بل ويحرِّمون استخدامه، ويجرِّمون أي عاقل؛ لأنه يفضح فهمهم السقيم، ويجعلهم علكة في فم الزميل (أبي الطيب الكذاذيبي) بقوله: ومن يَكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ يجد مُرًَّا به الماءَ الزُّلالا !! ورغم وضوح العبارة الأصلية، إلاَّ أن الأديب الأريب عقَّب بتوضيح ما كان ينبغي له، وهو يعرف أن (الجماعة) لا يبحثون عن الحق إلاَّ ليمرروا باطلا! وهم ـ كما يقول نصا ـ «الذين لا يريدون للمرأة أن تكون شيئا مذكورا، وأن لا تظهر إلا بملابس سوداء لتصبح كأنها «كيس فحم»! ولا تعني لهم المرأة ـ كما يقول تاريخهم ـ إلاَّ عورة وعارا، ومؤبَّدا ومسيارا، ومبعاثا ومسفارا، وهلمَّ (مِدْشارا)! أما الهفوة الحقيقية، التي إن غفرت للكاتب على غرابتها؛ فكيف تغتفر لرئيس التحرير (جميل الذيابي)، المعروف بضلوعه في اللغة العربية، ومقولته الشهيرة: «لا يستحق أن يكون رئيس تحرير من يحتاج إلى مصحّح يراجع مقالاته»؟ ومن يغفرها لنائبه (هاشم الجحدلي) وهو الشاعر والقارئ النهم؟ وكيف تمر (مرور الكرام)، و(أمن الطرق) بين يدي أستاذنا (سعيد السريحي)؛ لتجهض كل المطالبات بعودة حقه السليب؟ تلك الهفوة العكاظية الجماعية تكمن في عدم دقة التشبيه: (وكأنها كيس فحم)؛ فالمعروف أن لون كيس الفحم أو السكر أو الرز: إما (خيشي) وإما (أبيض)! وليستقيم المعنى فلا بد أن يشبه العباءة السوداء بكيس آخر: لونه أسود، وتكثر مشاهدته متراكما في (بيروت) اسم الله علينا! ولكن لعلها كفارة عن تلافي الكاتب القدير الاصطدام بالنسق السائد كل هذه السنين، واعتماده أسلوبا عاقلا لا يؤثر في مجتمع (مُتَنَيْئِم)! ولعل هذا الافتراء الذي تعرض له، يكون حجة لنا ضد من ينصحوننا ـ مجانا بلا جمل ولا خروف ولا حتى دجاجة ـ بأن نبتعد عن الاستفزاز بنقد ما يعتقده الجمهور من الثوابت والمسلمات، وهو ما يناقض مهمة كاتب الرأي التي حددها الزميل (الكذاذيبي برضو) بقوله: وأشْجَعُ مني كلَّ يوْمٍ سَلامَتي وما ثَبَتَتْ إلاّ وفي نَفْسِها أمْرُ!! نقلا عن مكة