رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

حارة (الشيك)!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ما زال الجدل قائما حول مسلسلة (حارة الشيخ) التي أنتجتها وتعرضها (mbc) الأولى، تلك القناة التي لا تعيش ولا يمكن أن تستمر إلا على إثارة الجدل مهما كان محتوى ومستوى (الشيء) الذي تعرضه! وقد نجحت كعادتها، وفي كل ما تقدمه، أن تتصدر أحاديث المجالس مهما كانت توجهات أصحابها الآيديولوجية ومستوياتهم العلمية واهتماماتهم الحيوية! وهو نجاح يدل على الذكاء التجاري المميز، والمهارة التسويقية العالية لدى قيادات مجموعة (mbc)، منذ ربع قرن! أما الجدل حول (حارة الشيخ) فقد تركز في سؤال واحد، ويكاد يكون الأوحد هو: هل يمثل هذا العمل المجتمع الحجازي شكلا ومضمونا؟ وجاءت الإجابة بالنفي القاطع بلا هوادة، من مثقفي وأعيان الحجاز، كأستاذتنا الدكتورة (لمياء باعشن)، والعملاق الدكتور (عبدالله مناع)، ومعالي المستشار الوجيه (أحمد باديب)؛ بل لقد وصلت الحمية و(الحمقية) الحجازية إلى إعلان البدء في مقاضاة القناة لدى الجهات الرسمية، من نحو (350) شخصية اعتبارية محترمة! وإلى هنا والأمور تصب في مصلحة العمل (دعائيا)، وتشي بأنه تجاوز مستوى الإثارة إلى التأثير! وحكرا على هذا السؤال يستطيع أي ناقد أو متابع أن يقف (فنيا) مع (حارة الشيخ)؛ على اعتبار أن الفن ليس تأريخا أكاديميا، يحاكم بالوثائق والمستندات، والجرح والتعديل، والعلة والمعلول! وقد تحدثنا عن هذا في مناسبات كثيرة، وأشرنا إلى أن (شكسبير) يُعَدُّ في الغرب أعظم (مزوِّر) للتاريخ؛ لكنه في الوقت نفسه أعظم شاعر (فنان) في التاريخ الإنساني إلى اليوم! وقلنا مثلا: ما الفرق بين أن تقرأ سيرة سيدنا (عمر) في كتاب، وبين أن تجسدها في عمل درامي؟ وما الفرق بين أن تجسدها شعريا، أو مسرحيا، أو سينمائيا، أو تلفزيونيا؛ فلكل وعاء (فني) أحكامه وضوابطه؟ وبناء عليه؛ فإن المحاكمة التاريخية الموضوعية، لأي عمل فني، هي ظلم، وحيف، وتجن جاهل؛ كما وضح القاضي (الشرعي)/ علي بن عبدالعزيز الجرجاني، في كتابه الشهير (الوساطة بين المتنبي وخصومه)؛ مستشهدا بسيدنا (أبي نواس)، الذي لو أدركته (داعش) لجلد جلد غرائب الإبل؛ لاعترافه ومجاهرته بشرب الخمر! ولكن قراءته (فنيا) تفتق من الخمر ذاتها دلالات وتجليات لا حدود لها، ولا نهاية لـ(تعتيقها)! والسؤال الذي يجب أن يتركز الجدل عليه هو: هل حقق هذا العمل شروط الدراما أم لا؟ وهو سؤالنا (الفني) غدا... نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up