رئيس التحرير : مشعل العريفي
 كوثر الأربش
كوثر الأربش

«إنت سعودي، إنت سعيد.. إنت بسيط»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لمن يريد البقاء، والبقاء بنوعيّة وجودة، عليه أن يختار، وقد يكون الاختيار مؤلماً أحيانًا. كثير من الناس يختار الاحتفاظ بأكوام من الأشياء التي لا تفيد، فقط لأنها تحافظ على سلسلة الماضي وتؤمن له امتداداً حميماً مع الأجداد. الماضي الذي يأخذ حيزاً من حاضره دون أن يشعر. تقول دومنيك لور في كتابها «فن البساطة»: إن رمي الأشياء يتطلب جهداً، الصعوبة ليست في التخلص من الأشياء، إنما في اتخاذ القرار وتحديد ما هو مفيد وغير مفيد. إنه لمن المؤلم الانفصال عن بعض الأشياء، ولكن يا لها من راحة وشعور بالرضى عندما يحصل هذا الأمر». محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، رأيناه عبر الإعلام يرتدي نظارة الواقع الافتراضي، ويتحدى زوكريبرغ (مؤسس فيس بوك) في لعبة البينغ بونغ، ثم.. وفي صورة أخرى يتجاذب معه الحديث كأصدقاء. هكذا وببساطة. حدث ذلك ضمن اللقاءات التي يجريها ولي ولي العهد مع كبار رؤساء الشركات الأمريكية والمسؤولين في الحكومة في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة. في خطوة واضحة المعالم لقيادة تحولٍ وطنيٍّ يتواءم مع رؤية المملكة 2030. تحولاً واعيًا لمتطلبات العصر وإنسانه. حيث تتجه الثقافة العالمية اليوم لجودة الحياة من خلال ماهو (بسيط ومفيد) معاً. وهذا يقتضي اتخاذ القرار الشجاع بالتخلص - كما قالت دومنيك لورو»من بعض ما يعيقنا من إرث الماضي. لقد مرت على العالم عدة ثقافات قبل أن نصل لعصر الفائدة والبساطة كما أسميه. عصور اهتمت بالفخامة والمظاهر والتحف والنقوشات المذهبة والملابس المزركشة وفنون الإيتيكيت المتكلفة، كما حدث ما بين أواخر القرن السادس العشر وأوائل القرن الثامن عشر وما يطلق عليه العصر «الباروكي» حيث التكلفة والتفاصيل المرهقة والشاقة. تَوصَّل الإنسان إلى أن البساطة والفائدة هي ما توفر له بيئة هادئة لتأدية أعماله وممارسة حياته بسعادة.. الهناء بأن تحيط ذاتك بالأشياء التي تعينك دون أن تستنزفك. وقد يبدو لي هاماً أن أُذكِّــر أن هذه الثقافة استمدها العالم من الشرق، تحديداً من الأسلوب الياباني والكوري أيضًا. من يمكنه اليوم أن يتجاهل حقيقة أن السعودية في تحولها الوطني الجوهري، وفي عصر ما بعد النفط، تحافظ على مكانتها الاقتصادية والسياسية في الشرق الأوسط والعالم من خلال التواؤم والتأقلم مع متغيرات العصر؟ إنه أمر يدعو للفخر والشعور العميق بالطمأنينة أننا نسير في الطريق الصحيح ونستفيد من الماضي. ماضينا وماضي الأمم الأخرى. نقلا عن الجزيرة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up