رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

الأجزاء التالية من (حارة الشيخ)!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بعد (تنجيح) الجزء الأول من (باب الحارة) كتبنا نشرة نقدية في الوطن (2008) وقلنا: إن في سيناريو العمل أخطاء وعللا فادحة؛ لكنها لن تظهر إلا إذا قرروا إنتاج أجزاء أخرى! كالخلل في أساسات البناء، لا يفضحه إلا إضافة أدوار مخالفة بدافع الجشع! لكن أثر سقوط عمارة يظل محدودا، أما عمل فني (فاسد)، يبث على قناةٍ مفتوحة، ولمدة (9) سنوات؛ فلا يمكن تخيل أثره في الذوق العام، والذهنية الجمعية، والمهنية العملية؛ منذ استسلم المحترفون السوريون للهواة الأميين السعوديين، استسلام العالم للجاهل يفتيه بما يشتهي! أو استسلام الطبيب للمريض، يصف له ما يريحه من مسكنات؛ بدل أن يجري له جراحة ضرورية قد تؤلمه! وتساءلنا وقتها: لماذا يلجأ المبدع إلى تمطيط نجاحه، واجترار أفكاره في عمل واحد؛ بدل أن يستثمر نشوة (التنجيح) الأولى في عمل آخر، ربما حقق شهرة أكبر؟ ولماذا لا يتعظون من ترهل المسلسلة الأشهر (ليالي الحلمية) بعد الجزء الثاني، وكأنهم أشطر من السينارست الأعظم (أسامة أنور عكاشة)؛ الذي اعترف في آخر لقاء تلفزيوني له: بأن تمطيط المسلسلات بهدف الربح المادي هو سبب تردي الدراما العربية! وأن إنقاذها لن يكون إلا بالعودة إلى مسلسلات الـ(15) والـ(13) حلقة المحبوكة! وها هي الدوامة تشتد مع مسلسلة (حارة الشيخ)؛ فرغم سذاجة المعالجة، وهشاشة السيناريو، في الجانب الفني المحض، ورغم الرفض الكاسح له تاريخيا وثقافيا وأخلاقيا؛ إلا أن مؤشرات النجاح التجاري، القائمة على مجرد الإثارة وحديث المجالس، تغري أي منتج بتحويله إلى ناطحة سحاب، لن تسقط رغم فساد الأساس؛ ما دامت القنوات مفتوحة مجانا، تجني أرباحها من الإعلانات التجارية، وليست مشفرة تحسب ألف حساب للجمهور؛ بوصفه مصدر رزقها ورزق المعلن!! وبما أن المأخذ الأكبر على (حارة الشيخ) هو أنها لا تمثل المجتمع الحجازي (الملائكي) في جدة، أيام (أهل البُقشة) و(أهل العِمة) و(قطاع الطريق)؛ فمن الضروري أن ينتجوا أجزاء أخرى، تراعي مشاعر أحفادهم من أهل (التعديات على الشوارع)، وأهل (التعديات على الحدائق والمساجد)، ومقاولي (بحيرة المسك)، و(بالوعات) الخير والبركة، وجزاري الأخطاء الطبية، وهوامير (ديون الإتِي) و(الآه...لي)!! وستكون الإثارة مضمونة، مهما كان المستوى الفني، طيلة (15) جزءا من الآن!! نقلا عن مكة

arrow up