رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

هيئة التخصصات وتفخيخ الأطباء السعوديين

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

منذ فترة قريبة شاهدت حلقة في برنامج (الثامنة مع داوود) عن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وشكاوى عن خريجي كثير من التخصصات في البرامج الطبية المساعدة، من تعسف الهيئة وتعجيزها لهم، مما يفضي إلى إخفاقهم في الحصول على رخصة الهيئة، وورد في الحلقة معلومات عن رشاوى وفساد داخل الهيئة نفسها، وقد شارك في الحلقة دكتور لا أتذكر اسمه الآن من الهيئة، ودافع ونفى، لكن كلامه لم يكن مقنعا أبدا، وفي 24/12/2015 نشرت (الوطن) خبرا يقول: فشل 93 طبيبا سعوديا من ضمن 207 أطباء باطنية (في اجتياز اختبار البورد الذي أقامته الهيئة السعودية للتخصصات الصحية قبل نحو شهر، في حالة اعتبرت سابقة في تاريخ الهيئة، إذ تجاوزت نسبة الأطباء الذين فشلوا في الاختبار 43%). وذكر عدد من الأطباء لـ"الوطن" (أن نحو نصف الأطباء لم يتجاوزوا الاختبارين الكتابي والسريري، وهي الحالة الأولى التي تمر بهذا العدد من الطلاب، ما يعني وجود مشاكل حقيقية في معايير التقييم، مشيرين إلى أنهم اجتمعوا من جميع المراكز في أنحاء المملكة لمناقشة أسباب الفشل الذي تعرض له هذا العدد الكبير من الطلاب، مؤكدين أن هناك إجماعا بينهم على وجود مشكلة في معايير التقييم والنتائج في امتحان هذا العام)، وقد تضمن الخبر الأسباب التي يراها هؤلاء الأطباء والتي أدت إلى إخفاقهم وهي أسباب تدين الهيئة بوضوح؛ لكن المتحدث الرسمي لهيئة التخصصات الصحية عبدالله الزهيان قال لـ"الوطن" إنه سيتم تشكيل لجنة لدراسة موضوع الأطباء، وقال: "موضوع مثل هذا لا بد فيه من التحقق وأخذ ما جاء في خطابهم على محمل الجد، لدراسته وتقرير الإجراء"، لكن الهيئة حتى الآن وهي على محمل الإهمال، والفوضى و(الطناش)، والدليل أن صحيفة (سبق) نشرت خبرا سابقا وبالتحديد في 14/12/2015 يقول "تظّلم مجموعة من أطباء جراحة العظام المتدربين لدى الهيئة السعودية للتخصصات الصحية مما أسموه الإجحاف الذي وقع عليهم من اللجنة الجديدة لاختبارات الهيئة وذلك بعد إنهائهم 5 سنوات من التدريب". وتأتي شكوى الأطباء من لجنة الاختبارات بعد وصول نسبة الرسوب في اختبار (الجزء الأول) لأطباء جراحة العظام -السنة الثالثة- لقرابة 60% وفي اختبار (الجزء الثاني) للأطباء الخريجين -السنة الخامسة- لقرابة 50%، ويطلب الأطباء من الهيئة الإجابة عن الأسئلة التالية بكل شفافية: "من قام بصياغة أسئلة الاختبار وعلى أي المراجع استندت؟ وما هي النسبة الحقيقية للراسبين قبل جميع التعديلات؟ وكم مرة قامت اللجنة بتعديل النتائج؟ وما هو عدد الأسئلة الملغية؟ وكم عدد الأسئلة المغلوطة والتي تحتمل عدة إجابات؟ وما هي الآلية التي اتبعتها اللجنة لتعديل النتائج؟"، وقال الأطباء: "هناك تضييق في الهيئة على كبار الاستشاريين ممن هم أكبر سناً وأكثر حرصاً وأعمق علماً، حيث تم استبعادهم تدريجياً وبعضهم اعتذر عن المشاركة لعدم اقتناعهم بما تقوم به الهيئة من تخبطات واضحة، فكيف تستهتر الهيئة بالأطباء المتدربين وتجعل حديثي التخرج هم من يضع الاختبار لأعلى شهادة تمنحها الهيئة؟!" وقدم الأطباء خطاب تظلم لرئيس الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والتقوا بنائبه دون الحصول على تجاوب إيجابي، حسب وصفهم، معربين عن نيتهم الجادة بالتصعيد لأعلى المستويات، والتوجه بكامل الوثائق والمستندات إلى ديوان المظالم وهيئة مكافحة الفساد. وبدورها توجهت "سبق" إلى الهيئة السعودية للتخصصات الطبية وتواصلت مع متحدثها عبدالله الزهيان، وبعد ذلك تم إرسال الاستفسارات منذ مطلع الأسبوع الماضي دون تجاوب أو رد حتى الآن، والأسبوع الماضي هذا كان قبل شهر ونصف الشهر، وهو طبيعي، فالهيئة تحسب الوقت على طريقتنا في المواعيد، فلا موعد نحترمه ولا وقت نعطيه قيمة، والهيئة منا وفينا، مع أنني أشعر أنها منكفئة على سر عظيم!! ولعله لا يكون تفخيخا فينفجر فيها، أما الزهيان فهو معذور حتى الآن وغدا وبعد غد، فهو لا يملك إجابة مقنعة، وبدلا من أن يضحك الناس عليه، اختفى وأخذ مكانه على محمل الإهمال والطناش الذي تتربع عليه الهيئة كلها، وحتى لا يقال إنني أتجنى على الهيئة، وإن هذه مهنة خطيرة ولا بد من عصر خريجيها، فإنني سأتفق مع هذا القول، وننتظر أسبوعا آخر، فربما أن الهيئة مشغولة بتكسير محمل الإهمال والفوضى، وربما أن هيئة مكافحة الفساد دخلت على الخط فعطلت الهيئة عن مراجعة ملفات هؤلاء الأطباء، وربما …، وربما …، إذن؛ ننتظر أسبوعا ونرى، فإما أن يطمئن الأطباء على تكسير المحمل، أو قلنا لهم (البلد مكتف ولله الحمد من الأطباء) ولن نضيف لهم إلا من يثبت أنه يستطيع علاج المرضى وإجراء العمليات الجراحية بالهاتف، ومن يعجز نستغني عنه بالرقاة، فهم بمهارة فائقة يخرجون الجن من الناس من استديوهات القنوات، وبمجرد اتصال هاتفي؛ حتى لو كان المريض في ساحل العاج والراقي جالس في استوديو بشارع التحلية في جدة، ودعونا ننتظر !!! نقلا عن الوطن

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up