رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

لا تحاوروهم.. طاردوهم بالسيف والبندقية!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

إثر العمليات الإرهابية البشعة التي طالت السعودية العام 2003، وألحقت الموت والدمار بمئات الأبرياء، أطلق الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- وزير الداخلية حينها، تصريحا هاما حدد الطريقة التي يجب التعامل بها مع الإرهابيين، قال: ليس لهم عندنا إلا السيف والبندقية، كان يقصد بالتأكيد، كل من لا يستفيد من العفو والتسامح والإمهال والنصيحة، التي أطلقتها المملكة، وأتاحتها للإرهابيين حتى يعودوا عن ضلالهم. مع نهاية الثمانينات الميلادية اتخذت السلطات المصرية أسلوب الحوار مع جماعات الإرهاب الإخوانية، خاصة تنظيم التكفير والهجرة، المسؤول عن عشرات الجرائم، تحت اسم «المراجعات الفكرية»، التي قام بها عدد من كبار مشيخات وعلماء الأزهر الشريف. استنزفت تلك المراجعات الضمير المصري كله، واختطفته من منطقة المواجهة مع الإرهاب، إلى منطقة الاسترخاء تحت اسم الحوار، لقد تمكن الإرهاب والأفكار الظلامية بعد ذلك، من التغلغل داخل الجسد المصري لعقدين على الأقل. أسفرت تلك المراجعات عن إفراج السلطات المصرية -بحسن نية- عن كثير من الإرهابيين القتلة، كيف يمكن أن تخرج عدوك وعدو شعبك إلى الشارع، هكذا أصبحوا فيما بعد، أهم قادة الإرهاب في مصر والعراق وأفغانستان وسيناء وليبيا. ظنت السلطات المصرية أن تصديقها للكذبة الكبرى، القائلة بأن الحوار والفكر هما الطريق السليم للخلاص من تلك الأزمة، بدون أن تدفع ثمنا غاليا. وهو ما حصل فيما بعد، عندما قادت تلك المجموعات الانقلاب على السلطة الحاكمة، وأثخنت جيشها في سيناء وداخل المدن المصرية بالغدر والقتل، لقد وقعت مصر في الفخ، ووقع الكثير غيرها ممن صدق الخديعة. الجماعات الإسلاموية لا تؤمن أبدا بالحوار ولا بالأفكار، هي لا ترى لأحد الحق أن يفكر غيرها، ولذلك فهي لا تعيش سوى بالقتل والدمار والخراب، وإن جنحت للسلم فهو جنوح التقية حتى تتمكن. في المقابل، تاه العرب عن أسلوب العالم الغربي الديمقراطي في التعامل مع التنظيمات والأفكار التي تهدد أمنه واستقراره ووجوده، فاتهم كيف تعاملوا مع النازية، التي أغرقت أوروبا في الحروب والدمار، لم يصدقوا من يكذب عليهم بضرورة احترام الفكر المتطرف الضال، ولا أخذوا بنصيحة الحوار، بل اقتلعوها من جذورها، طاردوها في كل أرض وتحت كل سماء، سجنوا وحاكموا من آمن بها، لقد صادروها حتى استأصلوها. هل نحن في حاجة لفعل شبيه بذلك؟؟ نعم.. أزمتنا اليوم أزمة وجود وحياة، ومستقبل مهدد من شذاذ الآفاق ومن والاهم، علينا أن نقولها بصوت عال، «لا حوار ولا نصيحة»، مع من وصل جرمه إلى قبر الرسول الأعظم وحرمه المطهر. أعملوا السيف والبندقية، بعدما استلوا سيف السيارات الناسفة والأحزمة المتفجرة ومرروها على رقابنا، في مساجدنا وبيوتنا وشوارعنا، اسجنوا كل من تعاطف معهم، كل من برر لهم، كل من يقول عنهم «إخواننا بغوا علينا»، طاردوا وجففوا أموالهم القذرة. هذا الإرهابي ليس نبتا شيطانيا، سقط علينا من الفضاء، بل وراءه منظومة كاملة، خططت له، واحتضنته ومولته، وقوّت من عزيمته، ونقلته حتى موقع جريمته، وانتظرته لتعلن زفته للحور العين كما يزعمون، تلك الفئة الحاضنة بالتأكيد هي هنا تعيش معنا، تخرج أحيانا لتدين بلغة ناعمة، أو لتبعد التهمة عن عشيرتها، وأحيانا لتغير التعاطف الشعبي، إنها العدو فاحذروهم. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up