رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

لا تسامحينا يا (ست العالم)!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يا طيبة الطُّهرِ والنعناعُ مصحفُه لا تختمي الوِرْدَ حتى يورقَ التعبُ.. درويشةٌ أنتِ.. لا صبرٌ ولا جزعٌ ولا خنوعٌ ولا صفحٌ ولا عتبُ! صُبِّي دموعَك.. منها حَبُّ مِسبحتِي والعمر خيطٌ من الآثام يصطخبُ... رُدِّي لي العمرَ يا أُمِّي وأغضبُه إن كان يشفيكِ من خُذلانِنا غضبُ!! أقول قولي هذا، وأمرِّغ جبيني تحت قدميك، وأنا أحسب أنه لدي ما يشفع لي عندك؛ إذ وفقني الله للوقوف في وجه الفكر المتشدد والتطرف، مذ كنت طالبًا في (الجامعة الإسلامية) على وشك الفصل مرتين بتهمة الحداثة! وحين حملت أمانة (التعليم) لم أخنها بالغيب، وحاولت أن أستنقذ ما أستطيع من عقول صغارنا التي أرادوها قنابل موقوتة! ووقفت ـ بفضل الله ـ في طريقهم يوم كانت المداهنة حكمة، والنفاق ذكاء، والصمت من ذهب! وقد دفعت الثمن ـ بلا منٍّ ولا أذى ـ سنوات من المحاكمة والسجن، وشتات الأسرة، والفصل من العمل، وحتى بعد أن أصدر الملك عبدالله ـ رحمه الله ـ عفوه السامي (2005) لم يسمحوا لي بالعودة إلى التدريس الميداني إلى هذه اللحظة! ثم يأتي من يستميت في تبرئة مدارسنا من تفريخ التطرّف والإرهاب! وحين حملت أمانة القلم منذ (2007) كنت أجرأ الزملاء على هذا الفكر، وكان شعاري ـ وما زال وسيظل ـ قول سيدنا (نزار قباني): إنّ أقسى الأشياءِ للنفس ظلمًا * قلمٌ في يد الجبانِ الجبانِ!! لقد كنّا نعتقد أن الإرهاب يمكن أن يدنِّس كل أرض، إلا المدينة التي دعت نبي الرحمة واحتضنته، بعد أن ضاقت به الدنيا بما رحبت! وكنّا نتخيل أن يروَّع الآمنون إلا في (مأرز الإيمان)! وكنّا كلما خانوا عهدًا لله ورسوله، واجهناهم بمعاهدة (المدينة)، وهي أول ما كتبه سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأهلها، وكانوا يمثلون كل الشعوب والأديان المعروفة: الوثنية واليهودية والنصرانية! والسكان الأصليين وحلفاءهم والمهاجرين إليهم، والمؤمنين والكافرين والمنافقين! كل أولئك كان ـ بحكم المعاهدة النبوية ـ يتمتع بضمان غير محدود للضرورات الخمس: الدين (دين المعاهد)، والنفس، والعرض، والمال، والعقل الذي يعني حرية التفكير وحرية التعبير، وليس «حفظ المخ من الخمر والمسكرات»! فالكبد أولى بذلك منه!! فما عذرنا اليوم؟ وبأي وجه نعايدك يا طيبة؟! نقلا عن مكة

arrow up