رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

(six flags) لكل (موااااطٍ)

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قبل نصف قرن لم تكن بدعة (الملاهي) قد حلت في ثقافة الفرح والأعياد (فيذا)؛ ولذلك حين قرر رجل الأعمال الشهير (عبدالمحسن الحكير) أن يكون (ديزني السعودية)، فتح أول ملاهٍ (سعودية) في (بيروت)، وقد كانت الوجهة السياحية المفضلة للسعوديين، الذين ما زالوا يستحلون في الخارج ما (يستحرمونه) في الداخل!! ولكنهم كانوا بشرًا طبيعيين؛ وكانت (غريزة البهجة) سيدة الغرائز فيهم؛ فكانوا يصنعون ملاهيهم الخاصة مما تيسر في بيئتهم البسيطة؛ ففي الحجاز ـ مثلًا ـ كانوا يشدون (المداريه) ـ جمع مدريههة أي المرجيحة أو الأرجوحة ـ قبيل العيد، من الخشب المستخدم في تسقيف البيوت، ومن جذوع أشجار (النيم) على البحر في جدة، أو النخيل في الأحساء، دون أن يقطعوها أو يمسوها بأدنى أذى: يمدون الحبال بين شجرتين أو نخلتين متجاورتين، ويصنعون المقاعد من جلود (القِرَب) أو من أكياس الطحين التي كانت تسمى (خرائط)، أو من أكياس (الخيش)! وكانت الجهات الحكومية هي التي تقود الاحتفالات؛ ففي المدينة المنورة تنطلق فرقة موسيقى (الجيش) من باب السلام (القبلة)، إلى محطة القطار (الإسطسيون)، في مسيرة شعبية حافلة بأهازيج الرجال وزغاريد النساء! كما كانت عربات الخيول (الكاريتَّات) تنظم رحلات معايدة، تطوف الحارات والأزقة من شمال المدينة إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها! وفي الرياض كانت ساحات العيد تتحول، فور انتهاء الصلاة، إلى مهرجانات مدهشة تتصدرها العرضة السعودية! وفي الجنوب كانت القرى تتنافس في تقديم كل جديد خاص بالعيد، من العرضات والرقصات رجالًا ونساءً! وفي الشمال كانت مباريات (الرمي) بالذخيرة الحية هي إيقاع العيد والنهار السعيد! ولكن (غريزة الفرح) عُطِّلت في الشعب السعودي، منذ مطلع الثمانينات الميلادية؛ رغم انتشار الملاهي (الآلية) في كل مكان، ورغم جهود الجهات الرسمية، كإمارات المناطق والبلديات، في إقامة الاحتفالات في كل مدينة وقرية، بل وحارة وشارع! ولم يعد للعيد ميزة تذكر على بقية الأيام، (والحبُّ أصبح كله متشابهًا * كتشابُهِ الأوراق في الغاباتِ)؛ كما يقول سيدنا (نزار قباني)! وجاءت وسائل (التفاصل) و(التسافه) الاجتماعية وزادتنا عزلة وخصوصية، تعكسها الدعاية (الطااااازة) بقولها: اللي عنده إنترنت مفتوح، ما يتركه ويروح! وهنا يكون التحدي الأول والأخير و(النص نص) الذي يواجه (six flags) العملاقة هو: كيف تعيد للسعوديين (باءة) الفرح والبهجة؟؟؟؟ نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up