رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. محمد العوين
د. محمد العوين

ألم تتكشف بعد مرجعية «داعش» الصفوية؟! 1-3

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

داعش تنظيم إيراني إرهابي صفوي. هذه هي الحقيقة المرة التي تغيب عن أذهان كثيرين من الناس. سأذكر حقائق في نقاط سريعة؛ لأنبه بعض شبابنا المخدوع الذي ما زال يصدق بمصطلحات الجهاد وإقامة خلافة على منهاج النبوة وفق زعم داعش ورؤيتها في خطابها الإعلامي الذي يتسرب إلى شبابنا بوسائط التواصل وغيرها ثم يكونون وقودا وحطبا لأهداف ومطامع التنظيم الفارسية البعيدة التي تغيب عن أذهان كثيرين. ومن الأدلة التي توصلنا إلى الحقيقة التي لا تقبل المراء ولا الجدل في أن داعش تنظيم فارسي صفوي في تكوينه ونشأته وتنظيمه ووضع أهدافه وغاياته يعمل بعمامة سنية مزعومة من أجل الخداع والتمويه والتغطية على أهداف التنظيم الإرهابي: - أنشأ النظام السوري بالتعاون مع إيران وحزب الله وجهات استخباراتية دولية تنظيما قائما على أعلى درجة في التطرف عام 2011م لجذب المتطرفين من سوريا والعراق وبلاد العالم؛ بغية تشويه الثورة السورية وإفشالها وتصدير إرهاب التنظيم إلى دول المنطقة التي تمد الفصائل الثائرة حسب زعمه، وقد تحدث بشار الأسد عن هذا الهدف بصورة مباشرة وبدون مواربة؛ حيث قال: إن الدول التي يأتي إلينا منها متطرفون يقاتلون إلى جانب الثائرين سنرد التطرف إليهم في عقر دارهم! - ورث المدعو إبراهيم عواد السامرائي الذي لقب نفسه لاحقا بأبي بكر البغدادي قيادة تنظيم «دولة العراق الإسلامية» بعد أن قتل أميره أبو عمر البغدادي عام 2010م. واندلعت الشرارة الأولى للثورة في جنوب سوريا من مدينة درعا المحاذية للحدود الأردنية بتاريخ 18 مارس 2011م ثم توسعت وامتدت إلى مدن أخرى حتى عمت سوريا كلها بلا استثناء سوى الشريط الساحلي العلوي كاللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس، ولو لم يقدم النظام السوري بمساعدة من إيران وحلفاء آخرين على تكوين تنظيم داعش لسقط النظام سريعا؛ لأن التنظيم تولى محاربة الفصائل الثائرة على اختلاف مشاربها؛ بدءا من الجيش السوري الحر، وجيش الإسلام، والجبهة الإسلامية، وجيش الفتح، وليس انتهاء بالقاعدة ممثلة في جبهة النصرة التي تحالف معها التنظيم فترة وجيزة لا تزيد على سنة؛ ربما لكشف أسرارها باعتبارها قوة مؤثرة وينضوي تحت لوائها مقاتلون مدربون تقاطروا إليها من أفغانستان والشيشان واليمن وغيرها؛ ولذلك سعى البغدادي بتوجيه استخباراتي إيراني سوري إلى احتواء أكبر فصيل في الثورة السورية، وهي «جبهة النصرة لأهل الشام» بزعامة أبي محمد الجولاني من أجل احتوائها والنفوذ إلى أسرارها وتفكيكها بالبطش بزعاماتها القوية المؤثرة باتهامها بالخيانة حينا أو الكفر والردة أحيانا أخرى، وأسلوب التصفية الدموية منهج يتبعه البغدادي للتخلص من المؤثرين الذين قد يكتشفون أسرار التنظيم أو يعملون بعيدا عن خطته أو يرفضون شيئا من الأوامر، وهو الأمر الذي تكشف للجولاني بدون شك فأعلن التمرد والانفصال بعد أن اتحد التنظيمان تحت مسمى واحد هو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» فترة تقرب من عام وهي المرحلة التي انبثق فيها مصطلح «داعش» الذي اشتق من الحروف الرئيسة في المسمى الذي جمع التنظيمين ثم لم يغب هذا المصطلح أبدا حين يراد التعريف بتنظيم البغدادي؛ على الرغم من انفصال التنظيمين، لحق بالفصيل العراقي الأقوى الذي يرأسه البغدادي، ولم يلحق بالفصيل السوري الأقل قوة وتأثيرا من حليفه السابق. أعلنت جبهة النصرة انفصالها عن التنظيم بعد أن كشفت حقيقته الاستخباراتية عن قرب، وأنه تنظيم مرجعيته النظام السوري الذي ثارت عليه الجبهة. ولا يعني هذا أن النصرة هي الجبهة الثورية المناسبة لتخليص سوريا من الاحتلال الإيراني وعميله بشار؛ لا، فالجبهة نفسها تنهض على فكر القاعدة التكفيري المتطرف الذي يهدر دماء الأبرياء ويرفع شعار تقسيم العالم إلى فسطاطين كما هو تنظير أسامة بن لادن. وقد واجه تنظيم داعش جبهة النصرة بعد انشقاقها عنه مواجهة شرسة وفتك بعدد كبير من مقاتليها وقلص من مساحة هيمنتها على أراضٍ سورية كانت قد احتلتها، وكفر المنتمين لها وأصدر بحقهم أحكام إعدام غيابية. يتبع نقلا عن الجزيرة

arrow up