رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد آل الشيخ
محمد آل الشيخ

سلمان العودة ووجه ابن فهره

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

غرد السياسي (المحنك) سلمان العودة في تاريخ 7-7-2012م بتغريدة أنقلها لكم بالنص يقول فيها (لم تقم حرب أهلية في ليبيا كما هدد الطاغية, الناس بخير واستوعبوا الموقف واندمجوا في عملية ديمقراطية رائعة). لا أحتاج أن أبين لكم فشل توقعاته وتحليلاته فما يحصل في ليبيا، من مآسي وأهوال ودماء يشيب لها الولدان كما يقولون، يؤكد ما كنا نقوله عن الصحويين، كبارهم وصغارهم، أغيلمتهم وعواجيزهم، فهم في شؤون السياسة وتحليلاتها واستشراف مآلاتها، على قدر كبير من الجهل ومحدودية الرؤية، وهذا الجهل ليس اتهاما دونما دليل، وإنما تثبته رهاناتهم وكتاباتهم وأقوالهم بأنفسهم. ابن عودة هذا، ومعه ثلة من أقرانه، كان قد (عارض) الدولة حينما استقدمت القوات الأجنبية بهدف ردع صدام أثناء غزو الكويت، وصعّد في خطبه التي كان يروجها في أشرطة الكاسيت حينها، والهدف أن يستثمر (الخوف والهلع) الذي استحوذ على السعوديين أثناء غزو الكويت؛ فقد ذهبت به (عبقريته) السياسية إلى أن السعوديين سيرفضون الاستعانة بالقوات الأجنبية (الكافرة)، غير أن توقعاته باءت بالفشل، رحلت القوات الأجنبية وعادت المملكة أكثر قوة ومنعة؛ فشل المسكين وقضى جزءا من حياته موقوفا، فقد قضت لجنة خماسية من كبار العلماء برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - بإيقافه، هو واثنين من أقرانه من الصحويين المشاغبين. ومن يتابع ويرصد تغريداته في (تويتر) عن الأوضاع السياسية والأمنية يجد أنه غالبا ما يورط نفسه، ويراهن ويفشل؛ ما يؤكد أن بينه وبين السياسة، فضلا عن الحصافة، (وقفة نفس)؛ فالسياسي المتمكن لا تتحكم فيه أحقاده وأهواؤه، فلا يتحرك ولا يتخذ موقفا إلا بعد أن يكون قد قرأ الأوضاع التي تكتنف هذا الموقف بعناية وحذر، مستشرفا ما قد ينتهي إليه من نهايات، فلا يُقحم نفسه في مواقف تعود عليه بالخسران. فمرة - كما هي عادته -غرد تغريدة متعجلة يريد منها أن يؤجج الرأي العام على السلطات الأمنية، عندما مُنعت مجموعة من الأغيلمة المتطرفين الاعتصام في بريدة، فظن أنها فرصته السانحة للنكاية بالسلطة، فكتب في تويتر: (الذين يدافعون دفاعا أعمى عن الأمن وإجراءاته يسهمون في الاحتقان ويوغرون الصدور. #اعتصام بريدة #إصلاح_لاعنف #اعتقال #السعودية #حسم).. وفي الأسبوع الماضي أعلنت وزارة الداخلية عن انتحاريي القطيف، فكان من ضمنهم واحد من المشاركين في هذه الاعتصامات، فوضع نفسه في موضع من يناصر الدواعش ويدافع عنهم دون أن يعي، بينما كان هدفه أن تكون هذه الاعتصامات (الشرارة) التي تشعل أوضاع الاضطرابات في المملكة مثلما اشتعلت أوضاع المصريين في بدايات الربيع العربي. وختاما أقول: إن هذا الرجل المسيس المتخبط، يورط نفسه في مواقف سياسية خاسرة، مرة تلو الأخرى، ويفتقر بكل وضوح إلى سعة أفق وذكاء يستطيع بها أن يكون ذا شأن في المعارضة السياسية المحترفة؛ وقد كان من المفروض بعد فشل كل رهاناته السياسية أن ينزوي ويبتعد عن الأنظار إلا أنه بصراحة أقرب الناس لذلك الذين يسمونه في أمثالنا الشعبية (وجه ابن فهره)، يفشل ولا يستحي من الفشل. نقلا عن الجزيرة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up