رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالله بن بخيت
عبدالله بن بخيت

اقتراح لإنهاء هذه الحرب الضروس

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

منذ أن أدركت حقيقة هذا العالم الذي حولي ونحن في حالة حرب؟ لم يعد خافياً على أحد أن المسلمين يخوضون حرباً لا هوادة فيها. في أكثر الخطب في المملكة وكثير من البلاد الإٍسلامية تسمع الخطيب يدعو للأمة الإسلامية بالنصر والتمكين واللعن والثبور على أعداء المسلمين.. من كثرة ما سمعت هذه النداءات والأدعية بـ(النصر والتمكين) اقتنعت ألا صوت يعلو على صوت المعركة. مشكلتي الوحيدة مع هذه الحرب المستعرة منذ سنين أني لم أدرك بعد من هو عدونا على وجه التحديد. ندعو الله يومياً أن ينصرنا على من؟ من هو هذا العدو الذي لم يعتقنا ويتركنا في حالنا ولم ننتصر عليه رغم التحشيد الهائل.
معركة حامية عجيبة غريبة على تجارب التاريخ، لم ننهزم فيها ولم ننتصر فيها ولم نتصالح فيها ولا أحد يعرف أين تقع ولا يبدو لها في الأفق نهاية. أي شعب يدخل حرباً حامية الوطيس يجمد كل شيء ويتفرغ للنصر. هذا بالضبط ما فعلناه فخطباؤنا ودعاتنا لم يتحدثوا أبدا عن أي شكل من أشكال التنمية في تاريخهم. متفرغون للنصر والتمكين.
في أي حرب وأياً كان فرق القوة بين المتحاربين، كلا الطرفين لابد أن يتضرر. أكيد الطرف الآخر متضرر من هذه الحرب. هذا يفيد أن عدو المسلمين لا يملك القوة الكافية لحسم المعركة لصالحة. لكن لا يمكن القول في نفس الوقت ان المعركة سجال. لأننا لم نسمع الطرف الآخر يدعو على المسلمين ولم نسمعه يدعو لنفسه بالنصر والتمكين. أبسط تحليل للمعركة يؤكد لنا أن الكفة تميل لأعداء المسلمين دون أي أفق بالنصر. يبقى السؤال: من هم أعداء المسلمين؟
الماسونية والصهيونية والشيوعية (سابقا) الإمبريالية (سابقا أيضا) وأميركا والغرب والروس الصليبيون الخ. تسمع شيخاً يدعو بالنصر على الماسونية وآخر يدعو على الروس الصليبيين وثالث على الصليبيين واليهود الخ. وفي فترات ترتفع خطورة عدو على آخر. فمرة تكون الصهيونية هي فرس الرهان ومرة تكون الماسونية وهكذا. من الصعب الادعاء أن هؤلاء فريق واحد بأسماء متعددة تقودهم قيادة عليا واحدة. مهما كان تحالف الأعداء يبقى الأمر غامضا إلى ان يتبين لنا خلاف ذلك.
تشتت الجهود الحربية والإصرار على أسلوب واحد في التعامل مع المعركة الخطيرة أضر بنا. حان الوقت أن نبحث عن السلم أو على الأقل عن هدنة. نتصل بعقلاء الماسونية كأحد الأعداء وندعوهم إلى كلمة سواء. إذا لهم شيء عندنا نعيده لهم وإذا كان لنا شيء عندهم نطلبه بالتي هي أحسن فإن أبَوا حكّمنا طرفا ثالثا وإذا كان الطرف الثالث عدوا أيضا نحكّم طرف رابع وهكذا حتى نصل إلى طرف يمكن أن يتوسط بيننا وبين الماسونية. فمهما بلغت شرانية الماسونيين وعدونياتهم فلهم مطالب ولهذه المطالب حدود قابلة للتفاوض.
بعد أن نتصالح مع الماسونية نطلب من الماسونية أن تتوسط لنا عند الصهيونية ثم نطلب من الصهيونية أن تتوسط لنا عند الليبرالية ثم العلمانية وعبدة الشيطان إلى أن نصفى الأعداء واحداً تلو الآخر. وهكذا نكون سوينا حساباتنا المعلقة منذ عشرات السنين بالطرق السلمية. والله المستعان. نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up