رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

سلموا المطارات و«الخطوط» لمديرين دوليين !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

منذ 30 عاما وربما أكثر، ونحن نقرأ ونسمع ونلمس تعثرات لا تنتهي، في الإركاب والنقل والخدمات التي تقدمها الخطوط الجوية السعودية، وكذلك في بعض الخدمات الأرضية في المطارات المحلية، بل تحولت للأسف «عادة سنوية» تحصل في المواسم كثيفة السفر، مثل رمضان والحج والصيف. بالطبع الذاكرة الجمعية ضعيفة، وربما نسينا تلك العثرات في الحجز وتوفير المقاعد واستلام الحقائب وإلغاء الرحلات، التي واجهها قطاع عريض من المسافرين طوال عقود، لكننا نتذكرها مع كل أزمة جديدة.
ما حصل في مطار الرياض قبل أسابيع، ليس مفاجئا، فلا موسم رمضان جاء في غير وقته، ولا الأعياد حلت علينا دون سابق إنذار، وهذه المناسبات مجدولة منذ 1400 سنة، وبإمكاننا جدولتها لـ 1400 سنة أخرى. إذن أين الخلل، ولماذا يحصل مثل هذا الإخفاق المزعج؟! اليوم أصبحت «الخطوط السعودية» في المرتبة 84، حسب مؤسسة سكاي تراكس المتخصصة في تصنيف خطوط الطيران العالمية.
بالتأكيد «الخطوط» لديها إرث صعب، وليس مطلوبا من مديرها الحالي تسديد فواتيرها القديمة، خاصة مع ارتباطها المباشر مع «المالية» وعجزها عن الحركة إلا بموافقتها، وعدد الموظفين الكبير جدا، الذي يثقل كاهلها، وصعوبة تحرير أسعار التذاكر، لكن الهدف أن تعود «السعودية» كما كانت واحدة من أفضل خطوط الطيران في العالم. عادة ما تحقق خطوط الطيران والمطارات الدولية حول العالم، مداخيل مهمة لدولها، بل تعتبر واحدة من أهم أدوات الدخل، إما مباشرة، أو لكونها وسيلة ترويج مهمة، لزيارة الدولة المالكة لها، الأمر الذي يحقق زيارات عالية تنعكس إيجابا على اقتصادها.
النظر للخطوط السعودية، والمطارات كشركات مستقلة دون ارتباط مباشر بوزارة المالية هو الحل الحقيقي، صحيح أن الخطوط تحولت إلى شركة قابضة وخصخصت بعض مرافقها، لكن تلك العلاقة «الهجينة» لا تزال غير عملية، فإما انفكاك كامل أو دعم كامل. لأن الدورة الحالية التي تبدأ من توريد الأموال إلى الخزينة العامة، ومن ثم تقديم طلبات الصرف والمستخلصات والرواتب، ستبقي الإدارة مكبلة، وغير قادرة على اتخاذ قرارات منافسة، ولن تعدو أن تكون إحدى الإدارات الحكومية، يسري عليها ما يسري على بلدية فرعية في أي مدينة سعودية.
في الحقيقة أنا مع المدرسة التي تقول: إن مثل هذه المؤسسات والمشاريع الكبرى، تحتاج إلى مديرين دوليين، وليس موظفين محليين، كل خبراتهم مكتب فيه موظفون، وبضع معاملات ورقية، يتلهفون على الخروج قبل الساعة الثانية ظهرا، أو ترقوا من خلال السلم الوظيفي والأقدمية، والمسابقات الوظيفية.
لنتخل قليلا عن رومنسيتنا، ولنبحث عن الكفاءة في أي دولة حول العالم، بغض النظر عن الجنسية، ولننظر للتجارب القريبة منا، فالخطوط التركية على سبيل المثال، كانت واحدة من مؤسسات الطيران الضعيفة بداية الألفية الجديدة، وهي اليوم واحدة من العشرين الأول، ومطار دبي قبل عقدين لم يكن يستقبل عشرات الآلاف من المسافرين، واليوم يستقبل عشرات الملايين، الذين يستخدمونه كمحطة وصول نهائية أو محطة ترانزيت. إذا كنا نبحث عن تحقيق الرؤية الوطنية بطموحاتها العالية، فلا بد أن نلتفت للبنية التحتية، التي تخدم تلك المشاريع الضخمة بشكل مواز أيضا، وكذلك معالجة الضعف الإداري الكبير، الذي فشل في إدارة تنمية ذات جودة عالية، خلال عدة خطط خمسية مضت، على الرغم من كل التدفقات المالية الهائلة التي تحققت للمملكة. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up