رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

كهول الصحوة .. من خضراء الدمن إلى «العبرية»!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

منذ بداية الثمانينات وحتى اليوم، أطلق وعاظ الصحوة وأقطاب الحركيين هجوما واسعا ضد الإعلام السعودي بكل أطيافه، بالتأكيد كان لكل مرحلة أسبابها، وأهدافها، وجمهورها، ألسنا في هذه المسرحية الهزلية منذ أربعين عاما ونيف. كانت صحيفة «الشرق الأوسط» حينها رأس حربة الإعلام السعودي خارجيا، لم تكن تهتم بالشأن المحلي كثيرا، فقط ما كان له تأثير خارجي.
مع ذلك حاربوها وحاولوا إسقاطها شعبيا وعربيا، فأطلقوا عبر أشرطتهم - التي كانت سلاحهم الأمضى -، وعبر منابرهم وخطبهم، حربهم «غير الأخلاقية». كان ذلك واضحا في وصف أحد دهاقنتهم اسم «خضراء الدمن» عليها، وهو وصف تبناه عالم الصحوة كله، كانت أيضا إشارة مغلفة للحديث الشريف، واستخداما غير مبرر للمشاعر الدينية، وتوظيفها ضد وسيلة إعلامية، أما «خضراء الدمن» فهي تعني النبتة، التي تنمو في وسط المزابل. إنها نفس الأساليب التي يكررونها مع كل قضية، وضد أي طرف، لا يهم نجاحها، ولا مشروعيتها المهم هو إسقاط الخصم اجتماعيا، ودينيا وإخراجه من المنافسة تماما.
كان إسقاطها من وجدان السعوديين والعرب، هدفا يخدم أجندات التنظيم الدولي، ويسعى في مصلحة أعداء السعودية ومنافسيها الإقليميين، الذين وجدوا أن السعودية تحولت إلى عملاق إعلامي، من خلال إمبراطورية الشرق الأوسط، وشقيقاتها، التي قضت مضاجعهم، ونفت خبثهم. لا يمكن للعرب والسعوديين الشرفاء، أن ينسوا ماذا فعلت الشرق الأوسط في الحرب العراقية الإيرانية، ووقوفها مع البوابة الشرقية للعرب، ضد أطماع الملالي، وكذلك مع الأفغان ضد الروس، وتبنيها القضية الفلسطينية ضد إسرائيل.
بالتأكيد لم يشفع ذلك لها ولا لغيرها، بل يبدو أنه كان السبب الرئيس في حربهم لها، ولمن تمثله. لقد توزعوا الأدوار، فحركي شهير آخر، أخذ على عاتقه من مسجده في سوق متعب بجدة، تشويه صحيفة عكاظ التي تبنت التنوير والتحديث في المملكة، أيضا كان هناك من يهاجم صحف الرياض واليوم والجزيرة. يجب أن نعرف أنهم على وعي تام بأهمية الإعلام، وقدرته على تنفيذ برامج الدول الاجتماعية والسياسية والأمنية. كان ذلك يفكك قبضتهم على رقاب الناس، وينهي اختطافهم لحياتهم، ولذلك كله يدفعون نحو شيطنته وتشويهه.
اليوم نفس كهول الحركيين، ومن لف لفهم من شبابهم الجدد، نحّوا الشرق الأوسط جانبا، فلم تعد خصومتها أولوية، نتيجة تغير أساليب الإعلام، والتفتوا للعربية وام بي سي، وكذلك الكتاب والمثقفين السعوديين. نفس وجوه الصحوة الشابة وقتها - هرمت قليلا - استطاع بعضهم أن يخترق نفس المؤسسات التي كان يهاجمها، وآخرون حاولوا ولم يفلحوا.
أطلقوا مسمى العبرية على قناة العربية، التي كان أول من وصفها بهذا الوصف هو «حسن نصر الله»، ومع ذلك تبنوه، لأنهم في داخلهم لا يعادون نصر الله، ولا يختلفون مع أهدافه، قضيتهم ومشكلتهم الأبدية، مع وطنهم الذي يمتلك العربية. أربعون عاما مضت، من خضراء الدمن إلى العبرية، لم ينتصر الحركيون فيها أبدا، بل بقوا يلهثون وراءها كلما لوحت لهم من بعيد جاءوا يركضون لعلها تستضيفهم، أو تتيح لهم برنامجا عبر أثيرها. بقي الإعلام السعودي، يدافع بضراوة عن وطنه، وينتصر في كل حروبه، ولا أدل من ذلك من أرقام المشاهدة العالية التي تحققها ام بي سي والعربية اليوم على مستوى العالم كله. نقلا عن عكاظ

arrow up