رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

إهداء الى حرائر أمة الإسلام

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قرأت هذه القصة ... فلم أجد أروع منها مما قرأت في تجسيد صورة الستر والعفاف والطهر والحياء بأبهى صوره الله جل جلاله لا يبدل قوله ولا يغير حكمه مهما كان فشرعه ثابت وحكمه واضح لمن طلب الحق صادقاً من قلبه أما من اتبع الهوى فهذا وضعه مختلف وحكمه إلى الله قال تعالى { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } الكهف 28
والواقع أكبر شاهد على هذا .. فانظروا إلى البلدان الإسلامية التي ضيعت الحجاب حيث بدأت بكشف الوجه كيف حال نسائها اليوم ؟ انفرطت القضية أكثر وضاع الدين كُشف الوجه ثم شيء من الشعر ثم سقط غطاء الشعر ثم سقط الجلباب ثم ضاقت الملابس ثم قصرت ثم لبس البنطال فأصبحن كاسيات عاريات قال تعالى { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } البقرة 214
فهذا خطاب لأصحاب العقول الواعية التي يهمها مستقبلها فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض فكيف ندخل الجنة ونحن لم ننظر في الذين خلوا من قبلنا من الثابتين والثابتات الذين زكاهم رب البريات...
فانظري إلى أخلاقهن واسمعي أخبارهن فهاهي امرأة لا شك أنكِ تحبينها ومن أعماق قلبك تجلينها .. كيف لا ... وهي ابنة أحب الخلق إنها الزهراء فاطمة رضي الله عنها أريدك يا حبيبة وأنتِ تقرأيين هذه السطور أن تستشعري الموقف وكأنك تسمعين كلامها وتحسين بإحساسها لما كانت جالسة رضي الله عنها مع أسماء بنت عميس وكانت أسماء مسترسلة في حديثها لفاطمة وتقول : كنا في الحبشة وحصل لنا كذا وكذا وبينما هي كذلك إذ نظرت إلى فاطمة رضي الله عنها سارحة الذهن شاردة البال فسألتها قائلة : يا فاطمة مالي أحدثك فلا تسمعي إلي ؟ فإذا بالحبيبة ترد وتلقي بالدرر التي لا يدركها إلا من اختصه الله بنفس تلك المشاعر قالت : عذراً يا أسماء لكني كنت أفكر ما الذي تظنين أنه أشغل فكرها ؟ هل هو الفستان الذي ستلبسه في إحدى المناسبات ؟ أم تفكر بالتسريحة و المكياج ؟ قالت : يا أسماء إني أفكر في نفسي غداً إذا أنا مت والله إني لأستحي أن أخرج عند الرجال في وضح النهار ليس علي إلا كفن
سبحان الله تستحي وهي ميتة مكفنة في خمسة أثواب ما الذي سيظهر منها ؟ ومن الذين سوف يحملونها ؟ وهل هو موقف فيه أي نوع من أنواع الفتنة ؟ فهي ليست في سوق أو حديقة أو منتزه بل في موقف حزن !!!!! فقالت لها أسماء : ألا أصنع لكِ شيئاً رأيته في الحبشة نضع أعمدة على أركان النعش حتى يرتفع الغطاء على الأعمدة فلا يبين أي شيء فردت فاطمة قائلة : اللهم أسترها كما سترتني ..... لله درها تستحي وهي ميتة فما بال الأحياء لا يستحون ؟؟؟؟ ماذا لو مرت فاطمة رضي الله عنها وأرضاها في أسواقنا اليوم ورأت من مات حياؤها فخصّرت العباءة ولونت أطرافها وتكسرت في مشيتها وعلت ضحكاتها وفاحت رائحة عطرها !!!! فماذا ستقول رضي الله عنها ؟ بل أين من تقول للمحتشمات إنهن معقدات فهل فاطمة معقدة ؟
إذا كانت معقدة فهنيئاً للمعقدات إن الله سبحانه وتعالى قد أرسل ملكاً من الملائكة لمحمد برسالة عظيمة تهز الجبال الراسيات وبشارة من أعظم البشارات يقول فيها سبحانه " بشر فاطمة أني كتبتها هي سيدة نساء أهل الجنة " الله أكبر سيدة نساء أهل الجنة ... ما الذي أوصلها لهذه المنزلة ؟
قال ( الحياء لا يأتي إلا بخير ) رواه البخاري . فماذا عنك أخيه هل أنتِ من نساء أهل الجنة أم لا ؟ انظري إلى نفسك قليلاً وفكري في حالك هل قدرك عال عند الله سبحانه كفاطمة رضي الله عنها ؟ أم أنه كالممثلات والمطربات قال الرسول ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أبي داود .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up