رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالله بن بخيت
عبدالله بن بخيت

كيف تصبح محللاً سياسياً

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أتذكر في الثمانينيات أن أسرّ لي زميل في احدى الصحف متخصص في الكتابة السياسية عن سر المهنة قائلا: الله يخلي لنا القضية الفلسطينية. إذا ضاقت علينا المواضيع ولا نجد ما نكتب عنه شتمنا الصهيونية، وإذا ضاقت المواضيع أكثر شتمنا الصهيونية واميركا معا، أما إذا تأزمت نتلاحق الشيوعية ونلزخها بمقال. ثم قال شاكرا حامدا: مكافآتنا ماشية وأمورنا متيسرة ولله الحمد.
مع الربيع العربي لا شك أن حاله صارت كحال خراش من كثرة الصيد. أردوغان بشار الأسد الحوثيون ايران تركيا داعش، التفجيرات في أوروبا، إخواننا الرهنجة، أوباما، بوتين ملالي ايران مادة هائلة. إذا اردت أن تكون مثله عليك أن تعرف القاعدة التي يجب أن تنطلق منها عندئذ يتيسر أمرك بإذن الله.
كل هذا العالم يتآمر علينا، وكل شيء يحدث فيه هو مؤامرة. حوادث دول عقائد أغنية لعبة جهاز كل شيء تريد أن تتحدث عنه هو مؤامرة موجهة ضدنا. ونحن لسنا سوى ضحية بريئة لا حول لها ولا طول.
أسباب التآمر لا تعد ولا تحصى النفط، النيل من عقيدتنا إفساد المرأة المسلمة، خوفهم من نهضة المسلمين الجبارة وليس آخرها حقد الصليبيين وإذا اردت أن تدخل البوذيين فابدأ قولك بـ(ملة الكفر واحدة). ولا تنس أيضا أن داخل بيت الضحية ثمة تآمر يمكن ان نسميه تآمرا موضعيا.
العلمانيون يتآمرون والمتطرفون يتآمرون. لا تسأل يتآمرون مع من. لأن هذا من صميم خياراتك.
هذا الكم الهائل من الأدوات والأشخاص والأحداث والدول والعقائد كنز. تستطيع أن تركب منه خلطات لا حصر لها. مقال أو تغريدة أو دراسة أو خطبة جمعة او رسالة دكتوراه أو حتى سواليف في مجلس. في النهاية كل العالم متآمر سواك. تذكر أيضا أن كلمة (نحن) بحر متلاطم من المعاني. مرة نحن العرب ومرة نحن السعوديين ومرة نحن المسلمين ومرة نحن السنة ومرة نحن السفليين.. الخ. إذا عرفت هذه القواعد البسيطة اعتمد في طريقة العمل كأنك في ورشة (فك وركب). خذ بوتين وحطه مع أوباما وفي المقال التالي شل أوباما وحط محله نتنياهو، وفي المقال الثالث شل الاثنين وحط أردوغان.
ولا تجعل عملك يقتصر على فعاليات الزعماء: دونك الدول والأديان والمذاهب والمخترعات وحتى الحوادث الطبيعية كالفيضانات. ملياران من الصليبيين يتآمرون علينا (يجلسون مع بعض يتساسرون) واليهود والبورميون كذلك. أما الكنز الذي لا يفنى ولا ينضب الماسونية وربيبتها الصهيونية. لا تحتاج أن تعرف أين هي الصهيونية وأين مقرها ومن هو رئيسها ولا تحتاج إن تطلع على نشراتها أو مطبوعاتها لكن عليك أن تعرف شيئا واحدا أنها تتآمر علينا.
في مقال تكون الماسونية والصهيونية واليهودية أشياء متفرقة، وفي مقال تال اجعلهم شيئا واحدا. القاعدة واضحة كما قلنا فك وركب. كل شيء يصلح لكل شيء. خذ مثلا المؤامرة لإفساد المرأة المسلمة. لك ان تلزقها في الليبراليين وفي الصهيونية وفي الصليبيين وفي فرنسا وفي السيدة كلينتون .. الخ حسب التساهيل. نفس هؤلاء تستطيع أن تجعلهم يتآمرون على النفط، على أهل السنة، على نشر الإيدز في شرق افريقيا.
تفضل الآن شف شغلك.. نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up