رئيس التحرير : مشعل العريفي

من هو بوتيجان المنفذ الثاني لاعتداء الكنيسة الفرنسية؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد:"مالك أنا والدتك، لا أعلم أين أنت.. لدي أخبار سيئة.. اتصل بي، الشرطة أتت وقالت كلاما فارغا. آمل ألا يكون أصابك شيء. أحبك وأنا مشتاقة إليك جدا".
هي آخر رسالة نصية كتبتها أم كان يخيل لها أنها تعرف فلذة كبدها حق المعرفة، وحتى ظهر الأربعاء كانت هذه الأم تتمسك بصورة ابنها وملامح الصدمة مرسومة على محياها وفي ذهنها تساؤلات عدة لم تجد لها تفسيرا.
تقول يمنية بوكزولة، والدة عبدالمالك بوتيجان، المنفذ الثاني لاعتداء الكنيسة الفرنسية، وفق ما تناقلته الصحافة الفرنسية، إن ابنها غادر الاثنين مع شخص آخر على متن سيارة للالتحاق بأحد الأقارب في مدينة نانسي (شرق)، كما قال لها. على وقع الصدمة وفي شقتها حيث يتوافد الصحافيون بعد ساعات على عملية مداهمة قامت بها أجهزة مكافحة الإرهاب، لا تزال يمنية تأبى التصديق أن فلذة كبدها ذو القسمات البريئة مسؤول عن مثل هذه الجريمة.
وقالت يمنية قبل ساعات فقط على التأكيد أن عبدالمالك هو المنفذ الثاني للاعتداء "إنه مواطن فرنسي صالح ولطيف. أنا أعرف ابني وهو ليس متورطا أبدا".
أما في الحي المتواضع الذي كان يقيم فيه عبدالمالك، فتخيم أجواء التشكيك والذهول لدى السكان الذين يتحدثون عن شاب عادي. فكل من عايشه يؤكد أنه شاب خلوق لطيف لا تظهر عليه أبدا بوادر التطرف.
ولد عبدالمالك في سان دييه دي فوج (شرق) في 14 نوفمبر 1996، ونشأ مع شقيقتيه أولا في شرق فرنسا، ثم في مونلوسون (وسط) وسينو (الب) قبل الاستقرار أخيرا في ايكس لي بان.
وكان عبدالمالك يقصد مسجد الحي وقد تعرف عليه رئيس الجمعية المكلفة بالإشراف على المسجد الأربعاء في التسجيل الذي بثه تنظيم داعش ويبدو فيه عبدالمالك وكرميش ملتحيين وهما يعلنان الولاء بالعربية للتنظيم.
وأوردت مصادر إعلامية عن جمال تازغات رئيس الجمعية قوله "كنت أقدره كثيرا، ولم نواجه أي مشاكل معه في المسجد. لم يدل بأي ملاحظات مريبة وكان دائم الابتسام... أمر لا يصدق! الكل يشعرون بالصدمة لأنهم كانوا يعرفون لطافته وهدوءه. لم نلحظ أبدا أي إشارة على التطرف. ما الذي خطر له؟".
وبدوره أفاد حكيم (17 عاما) الذي قال إنه من أصدقاء عبدالمالك "من الصعب تصديق الأمر. كان ضد داعش ولم يكن متطرفا أبدا".
وقد تمكنت أجهزة الاستخبارات الفرنسية من رصد عبدالمالك بوتيجان المنفذ الثاني للاعتداء الذي قتل فيه الكاهن جاك هاميل ذبحا في كنيسة سانت اتيان دو روفريه، قبل أقل من شهر على الهجوم، فيما يؤكد أقاربه أنه شاب لم تكن له مشاكل.
آخر رسالة نصية وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن عبدالمالك الفرنسي البالغ 19 عاما كتب في آخر رسالة نصية أرسلها إلى والدته "لا تقلقي. كل شيء على ما يرام. اذهبي للنوم. أحبك".
وقتل هذا الشاب الذي كان في نفس سن شريكه المتحدر أيضا من أصل جزائري عادل كرميش، على بعد 700 كلم من منزل أسرته في ايكس لي بان (الب) برصاص الشرطة.
وتم التعرف رسميا على هويته الخميس بأنه المنفذ الثاني للاعتداء الذي وقع الثلاثاء في كنيسة سانت اتيان دو روفريه (شمال غرب) وقتل فيه الكاهن البالغ 86 عاما.
وقد أعلن تنظيم داعش تبنيه لهذا الاعتداء غير المسبوق في مكان للعبادة في فرنسا، وبث مساء الأربعاء تسجيل فيديو يظهر فيه رجلان يعلنان ولاءهما للتنظيم. من هاوٍ للخيال العلمي لداعشي وحشي وكان عبدالمالك الذي يظهر في الصور ملتحيا، حاز شهادة في التجارة في العام 2015 ويعمل بشكل مؤقت في مطار شامبري (شرق) كعامل نقل أمتعة بمدرج المطار كما عمل في متجر بعد سلسلة من أعمال التدرج على المبيعات.
وكتب عبدالمالك في سيرته المهنية أنه يهوى أفلام الخيال العلمي وألعاب الفيديو والموسيقى والملاكمة الإنجليزية.
وإذا كان كرميش ركب موجة التطرف منذ زمن وأوقف بسبب محاولته التوجه إلى سوريا في العام 2015، فعبدالمالك لم يكن معروفا من القضاء، ما أخر تحديد هويته، إذ لم تكن بصماته أو عينة حمضه النووي موجودة في أي ملف، كما أن وجهه تشوه برصاص الشرطة.
بيد أن الاستخبارات رصدت انتقاله مؤخرا للتطرف وأدرجته على القائمة في 29 يونيو بعد أن حاول التوجه إلى سوريا مرورا بتركيا.
ويشبه عبدالمالك إلى حد كبير صورة رجل يشتبه في أنه خطط لاعتداء في فرنسا ونشرت في 22 يوليو دون هوية إلى الاستخبارات الفرنسية بعد بلاغ من الخارج.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up