رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

بحلم بيك أنا بحلم بيك

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أنا من أقل عباد الله أحلاًما٬ وإذا نمت أغدو كالجثة الهامدة٬ وأحلامي كلها خلال أشهر السنة لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة٬ وحلمي المتكرر الدائم هو أنني أتمرجح بمرجيحة أطفال. وأكثر من يفرسني هم من يتذكرون أحلامهم أو يفسرونها٬ و(أسخم) منهم من تتفتح أضغاث أحلامهم على الدار الآخرة ­ يعني ما كفتهم الدنيا على رحابتها حتى يذهبوا للآخرة (!!). وإليكم ما قرأته في أحد كتب التاريخ الصفراء: حدثنا محمد بن الحسين قال: رأيت في منامي عاصًما الجحدري بعد موته بسنتين٬ فسألته: ألست قدمت؟!٬ قال: بلى٬ قلت: فأين أنت الآن؟!٬ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة٬ وأجتمع في كل ليلة جمعة مع نفر من أصحابي٬ فنتلقى أخباركم أولاً بأول ­ انتهى. وما إن قرأت ذلك حتى تذكرت المرحوم (أحمد قنديل) عندما غنى له المرحوم (طلال): أحلى الليالي تراها ليلة الجمعة٬ وعجبت أن تلك الليلة المباركة هي أحلى الليالي ليس في الدنيا فقط٬ ولكنها أحلاها أيًضا حتى في الجنة نفسها. وآخر قال: إن ابن عيينة قال: رأيت سفيان الثوري بعد موته يطير في الجنة من نخلته إلى شجرة٬ ومن شجرة إلى نخلته٬ وهو يضحك ويقول: لمثل هذا فليعمل العاملون­ انتهى. عندها تذكرت٬ الله لا يؤاخذني٬ ما شاهدته في بعض القنوات التلفزيونية الوثائقية لبعض فصائل القردة وهي تتقافز في الغابات الاستوائية من شجرة إلى شجرة. أما الحلم الذي ملك شغاف قلبي٬ هو ما رواه أبو جعفر الضرير عندما قال: رأيت عيسى بن راذان بعد موته وسألته: ماذا فعل الله بك؟!٬ فأنشأ يقول: لو رأيت الحسان في الخلد حولي/ وأكاويب معها للشراب يترنمن بالكتاب جميًعا/ يتمشينُمسبلات الثياب ­ انتهى. أنا ما ذبحني غير مسبلات الثياب اللواتي يتمخطرن وهن يترنمن وبأيديهن أكواب الشراب٬ الله الله لو أنني كنت أنا في مكان (ابن الضرير) ساعتها أقسم لكم بالله أنني لكنت أحبو نحوهن حبًوا. ما أصدق الحالمين هو ما رواه داود بن شابور عن (أبي قزعة) قال: مررنا في بعض المياه التي بيننا وبين البصرة٬ وعبرنا مقبرة فسمعنا نهيق حمار صادًرا من أحد القبور فسألناهم: ما هذا النهيق؟ قالوا: هذا رجل سفيه وبذيء كان عندنا كانت أمه تكلمه بالشيء وتنصحه فيقول لها: انهقي نهيقك٬ فلما ماتُسمع هذا النهيق من قبره كل ليلة ­ انتهى. ولا أدري هل ما زال ذلك النهيق يصدر من ذلك القبر حتى الآن؟! وتخيلت لو أن كل إنسان (عاق) لأمه عندما يموت ينهق في قبره مثل ذلك الرجل٬ وعليكم أنتم أن تتصوروا هذا النهيق الجماعي الذي يشنف آذانكم الآن من كل جانب. نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up