رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

راحت ليالي وعادت ليالي!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

اختتم الخميس الفارط (مهرجان أبها الدولي الثاني للكوميديا)، وانطلق يوم أمس السبت مهرجان (الجنادرية 30) للمسرح، في (الطائف)! وكلتا المناسبتين تمثل تقديمًا سريعًا للمسرح، أشبه بـ(بروشور) القمعية العربية السعودية للثقافة و(ألف نون)، الذي قدمه أستاذنا اللدود الودود (سلطان البازعي) لمعالي وزير الثقافة والإعلام، في ظل رؤية (2030) للترفيه!! ذلك أن أي مهرجان ـ كما قلنا كثيرًا مريرًا ـ لا يقدم مسرحًا، ولا يؤسس لتقاليد مسرحية، ولا يصنع ثقافة نقدية! بل هو في أحسن حالاته مجرد معرض تسويقي، يتحكم المسرحيون (والمتمسرحون والممسرَحون) في قيمته الفنية، كما يتحكم تجار الورق في معرض الكتاب!! رغم أن المهرجانين مدعومان بالكامل من جهتين رسميتين، هما إمارة منطقة عسير، ووزارة الحرس الوطني، وهي أكثر جهة رسمية دعمًا للثقافة، منذ قيام المهرجان الوطني للتراث والثقافة! ولخبرتها الطويلة فإن أي مناسبة ترعاها تنجح نجاحًا لا ينكره إلا جاحد؛ بل إنها تغري المسرحيين دائمًا بما هو أكثر؛ كأن تسبق الجميع بإنشاء أكاديمية للفنون! أو أن تدعم وترعى النشاط المسرحي طيلة العالم؛ ليصبح المهرجان حصيلة عام كامل من العروض، التي يعرف القائمون عليها أنها كائن حي، ينمو مع الأيام، ويتأثر بتقلبات الفصول، ويمرض، ولكن لا يأتي موعد المهرجان إلا وهو في أنضج مراحله! ولكن الدعم السخي ـ غير الربحي ـ للمهرجان، أدى إلى الاستهانة بقيمة المسرح في مجتمع استهلاكي، يقيس أهمية الأشياء بقدر ما يدفعه من مال للحصول عليها؛ فالغالي «ثمنه فيه»› و»الرخيص مخيس»! أما (المجاني): «فلو فيه خير ما عافه الطير»!! ولهذا كان لا بد أن يكون حضور العروض المسرحية بتذاكر ذات أسعار معقولة، لا تقل عن تذاكر (التلفريك) مثلًا! وليذهب ريعها إلى الجمعيات الخيرية التابعة للجهة الراعية، وهي وزارة الحرس الوطني بالنسبة لمهرجان الطائف! وهو ما فعلته إمارة عسير في مهرجان الكوميديا؛ حيث طرحت تذاكر في متناول الجميع، ولكنها ما زالت تعتمد سياسة (المنتج المنفذ) الذي يجب أن يقوم بكل شيء ثم يقدم فواتيره لها على أمل أن تدفع له مع الميزانية!! فماذا لو فعلت العكس؛ ودفعت للمنتج أولاً ثم حاسبته؟ لا سيما أن المنتج هو نفسه (ممدوح سالم) الذي اضطرته البيروقراطية إلى أن يستنجد ببرنامج (بدون شك)!! و... سخِّن يا (محمد الحارثي)!! نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up