وما تَحَزْبَن (جمال) ولكن الأحزاب تجمّلت!!

يقال: إن أكبر شركتي اتصال (فيذا) اتفقتا على استخدام الأبراج ذاتها! ولكن الغريب الغراب أن الخريطة لا تشمل البرج الوحيد، الذي يتسع لكل (الأسلاك) في العالم، وهو (جمال التحرير خاشقجي)، الذي قلنا عنه ذات مرارة: «إنه كنادي الهلال، صحيح العقيدة والوطنية، وإذا لم يسعَ للإثارة فإن الإثارة تسعى إليه!!»
حين استلم رئاسة تحرير صحيفة (الوطن 2004)، لم يكمل (52) يومًا حتى أقيل من منصبه؛ بسبب مقالة لـ(خالد الغنامي)، قدحت في (شيخ الإسلام) في نظرهم ـ ولا شيخ للإسلام بعد محمد صلى الله عليه وسلم في نظرنا ـ خدشًا علميًا لم يبلغ تفسيقه، وتبديعه وتكفيره؛ كما فعل بعض معاصريه ـ رحمه الله ـ ولكنه كان كافيًا لتصنيف (جمال) علمانيًا ليبراليًّا ماسونيًا؛ من قبل أسود تيار الصحوة، ومن انخدع بزئيرهم من الدهماء، الذين كانوا يسمون الصحيفة بـ(الوثن)!!
وحين عاد إلى رئاسة التحرير مرةً أخرى (2007)؛ رابط القوم يتصيدون عليه أدنى هفوة! ولكنه (تلكَّع) كثيرًا، وظل (3) سنوات يمسك بشعرة (معاوية)؛ حتى استكتب عددًا من الفقهاء، و(الإسلامويين)!! وأوجس (الليبراليون) خيفة من أن يكون (الصحويون) قد أرهبوه فانقلب يمالئهم ويداهنهم؛ خوفًا على الكرسي الذي لم يعرف الاستقرار؛ حتى بدا الدكتور (علي الموسى) ـ أقدم كتاب الصحيفة ـ وكأنه مذيع في مسلسلة الأخبار المكسيكية في القناة الأولى!
واطمأن (جمال التحرير) لهذه (الفتاكة)؛ فانصرف لمهمته الحقيقية؛ وهي تطوير الصحيفة شكلًا ومضمونًا، وتسويقها أكثر، ولكن ذلك لم ينسه أن الوطن (الدولة)، ومصلحة شعبه: فوق كل اعتبار، وغاية كل سياسة؛ فثارت غيرته وانتقد فقيهاً محترمًا؛ لأنه لم ينتبه لخبث السائل عن رأيه في (الاختلاط) في (جامعة الملك عبدالله)؛ فارتجل كلامًا عدَّه (جمال) تحريضًا على ولي الأمر، وهو مراد السائل!
وهنا انقطعت (شعرة معاوية)، وأصبح هدفاً لتيار الصحوة و(إخوانه) وأصحابه؛ في خصومة فاجرة، لم تهدأ بإقالته (2010)، ولم تتورع حتى عن هجائه المقذع بالشعر الشعبي البدوي؛ الذي من حسن حظ (جمال) أنه لا يفهمه؛ عكس (عثمان الصيني)!!
ولكن.. مع فشل الانقلاب العسكري الهمجي في تركيا، (تجَحْفَلَت) الخصومة فجأةً، وأصبح (جمال) بطلًا لا يقل عن السلطان عبدالحميد (الثالث)!! نقلا عن مكة