رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

يكفرون بـ(جمال) أول النهار ويؤمنون آخره!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لم يكن (جمال التحرير خاشقجي) أول من ينقلب من عدو مبين إلى وليٍّ حميم، لتقاطعه مع مصلحة (التيار الصحوي) الميكافيلّي؛ فقد سبقه الدكتور (عبدالله الغذامي)، الذي كان أسود التيار يلقبونه بـ(حاخام الحداثة)؛ فلما جدد إعلانه بمد يده النبيلة لهم؛ أصبح المفكر المنصف (التائب) توبة نصوحًا!
وقد كتبنا حينها مقالة في (المدينة /‏ ديسمبر 2010) بعنوان: (يا غذامي يا مكار!!) قلنا فيها: إن يد الغذامي مبسوطة لمن يبتغي الحق والإنصاف، وللتيار (الإسلاموي) تحديدًا، منذ أول كتاب يصدر له (الموقف من الحداثة ومسائل أخرى 1988)! ولكنهم لم يصافحوها لأن مصلحتهم كانت تقتضي أن يتخذوه عدوَّاً؛ يحرضون الأجيال، ويدربونها على الإقصاء والتكفير في شخصه (دون فكره)؛ فهم لا يفكرون، ولا يقرؤون لمخالفيهم، ويجعلون من أنفسهم أوصياء على عقول الأجيال؛ ليسهل تحويل فلذات أكبادنا إلى قنابل موقوتة، وأحزمة ناسفة، وسكاكين تذبح أقرب الأقربين!!
أما اليد التي مدها (الغذامي) لهم، بعد ربع قرن من الخصومة الفاجرة؛ فقد تسابقوا على التشبث بها؛ لأنها كانت (كَيَدٍ من خلال الموج مُدَّت لغريق)!! ولهذا قلنا: إن الغذامي كان يسخر منهم ومن تناقضاتهم التي لا يخجلون منها!!
ولكن سخريته لم تكن بمرارة سخرية الرمز الضخم (غازي القصيبي)، ولا سيما بعد وفاته؛ حيث دبَّج فيه مكفِّروه بالأمس قصائد الرثاء الصادق، وذرفوا دموع (الضّٰبَّان) على فقده، وقد كانوا يتربصون به ريب المنون!!
وهاهم اليوم يجدون في كتابات (جمال) ومداخلاته التلفزيونية، ما يدعم رمزهم، السلطان العثماني لحزب (العدالة والتنمية)، الذي تهافتوا على حفلته بمناسبة فشل الانقلاب العسكري الهمجي، دون أن يدعوهم أي مواطن تركي حقيقي!!
ولأنهم لا يقرؤون ولا يتابعون بوعي؛ فإنهم يعتقدون أن جمال (العلماني الليبرالي) رجع إلى الجادة الإسلامية! ولن يستوعبوا أنه (إسلاموي) من يومه، ولا يختلف عنهم إلا بعقل حر؛ لم يؤجره لحزب ما! وضمير يقظ لم يرهنه لآيديولوجيا لا ترى أبعد من (جيبها)!!
ومن أهم (فوائده) لهم اليوم: تبريره المتسرع لبطش (السلطان) بخصومه، تحت ضرورة تنظيف الدولة من فلول (المنهج الخفي) وشياطين (الدولة العميقة)!!
وهو مبدأ (قد) لا يمانع (جمال) من تطبيقه في دولٍ عربية، يمثل فيها (الإخوان) أنفسهم ذلك المنهج وتلك الدولة! فهل يوافقونه «اسم الله علينا»؟؟؟؟؟؟ نقلا عن مكة

arrow up