رئيس التحرير : مشعل العريفي

تفاصيل زيارة المفوض البريطاني في الكويت مع زوجته للرياض ولقائه بالملك عبدالعزيز

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد-متابعات: حول اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين تناول الكاتب سعود المطيري في صحيفة الرياض قصة زيارة المفوض السياسي البريطاني في الكويت ديكسون مع زوجته للرياض التي التقى فيها بالملك عبدالعزيز .يقول المطيري معد هذا التقرير:في الزيارة الملكية التي قام بها عام 1937م المفوض السياسي البريطاني في الكويت ديكسون مع زوجته للرياض التقى بالملك عبدالعزيز صباح اليوم التالي للزيارة لقاءً رسميا استمر لساعتين عندما صحبه فؤاد حمزة وكيل الشؤون الخارجية، آنذاك فوجد الملك يجلس على مقعد مرتفع في ركن من الغرفة يطل على الميدان الرئيسي أمام القصر ويحيط به كبار الأمراء والمسؤولين في الدولة وان كان بعضهم على مسافة بعيدة منه في الطرف الآخر وكان ضمن الحضور حاكم حائل الأمير عبدالعزيز بن مساعد وثلاثة من أعضاء بيت آل رشيد وهم الأمير محمد الطلال والأمير فيصل بن طلال الجابر الرشيد والأمير عبدالله بن متعب الرشيد وابن اخ الملك فيصل بن سعد ال سعود واثنان من أبناء الملك محمد ومنصور وحفيد الملك عبدالله بن تركي واثنان من مستشاري الملك السيد حمزة غوث والسيد شريف الشريف ورئيس تحرير نشرة أخبار الإذاعة محمد جسور.
كان ثلاثة من أبناء الملك الصغار يجلسون في أحد الأركان وهما الأمير طلال والأمير مشعل والأمير نواف, وبعد التحيات التقليدية المعتادة قدمه جلالة الملك عبدالعزيز إلى الحاضرين ثم طلب من ضيفه الجلوس إلى جواره وسأله كما يقول بكل مودة وبطريقة مهذبة عن صحته وصحة أسرته وأمر بأن يصحب الخدم الأولاد الصغار طلال ومشعل ونواف إلى خارج الديوان فأقبلوا عليه وقبلوه مودعين فأجلس نواف الصغير وعمره حوالي ثلاث سنوات على ركبتيه دقيقة أو دقيقتين وهو يبتهج, ثم سأله عن الهدية التي يريدها قال نواف أريد صقراً حتى يتمكن من الخروج للصيد. قال الملك لك ما تريد وقبله مودعا ولكن بعد أن جذب الغلام لحية الملك وكرر: أريد وعدا منك يا أبي, وبكل جدية وعده الملك بأنه سيحصل على الصقر وابلغ رجاله بأن يعطى طلبه ثم خرج الغلمان الثلاثة من الغرفة حينما تحول الملك عبدالعزيز إلى ضيفه بناظريه وقال مجاملا: أنت يا ديكسون لست صديقنا وصديق العرب .. ولكني أراك جئت اليوم مرتديا زينا وثيابنا كواحد منا , ولذلك فالترحيب بك مضاعف لينتقل الموضوع بسرعة إلى ما كان يشغل بال الملك وهمه الأكبر في تلك الفترة وهي القضية الفلسطينية حينما عبر له عن عدم رضاه لموقف حكومة بلده من القضية طالبا منه ان ينقل وجهة نظره وإبلاغ الدوائر الرسمية بما سمع على الرغم ان هذه الزيارة هي فقط زيارة ودية واستمر في ذلك ساعة ونصف الساعة حتى بدا عليه كما يقول ديكسون الإعياء والتعب أثناء ما نادى على محمد جسور لقراءة آخر الأنباء التي وصلت بالراديو من جميع أنحاء العالم على الجمع الجالس من حوله ثم صرف ضيفه في مودة ولكن في حزم أيضا.!
يقول ديكسون في كتابه (الكويت وجاراتها) مستعرضا بقية لقائه الأول: بعد أن انتهى لقائي بالملك عبد العزيز أوقفني رسول في الممر وقال إن الأمير سعود يريد مني زيارته في مجلسه. ووجدت مضيفي يرأس محكمة بين حشد كبير يضم شيوخ البدو وغيرهم. واستقبلني مرحبا في حفاوة ودعاني لتناول العشاء معه يوم الأربعاء. ولم يثر ولي عهد الملك أي مسائل ذات طبيعة خاصة كما تجنب أي إشارة لفلسطين. وتحدث سعود في استفاضة عن زيارته الأخيرة لإنجلترا وروح الود التي استقبل بها في كل مكان زاره. ورأى أنه من المناسب أن يذكر أن ثمة شيئا أثر فيه أكثر من سواه وهو الحب الذي يثير الدهشة والذي يكنه الشعب الانجليزي لملكه ولأسرته المالكة, والإحساس العميق بالقانون والنظام الذي لمسه هناك في كل مكان, كما أشار إلى العادة الانجليزية اللافتة للنظر وهي عادة الانتظار في صفوف منظمة أمام الخدمات ومحطات السكك الحديدية حتى المسارح ودور السينما ويرى في ذلك تصرفا مشوقا للغاية. كان الملك سعود فيما بعد وفي كثير من مناسباته يرى في هذه العادة مقياسا حقيقيا لمستوى تحضر الأمم والشعوب ومستوى رقيها ويتطلع في نفس الوقت إلى أن يأتي اليوم الذي يرى فيه شعوب المنطقة وقد وصلت إلى هذا المستوى.
وفي هذه الزيارة كان الضيف قد تجول ترافقه زوجته في الرياض وأسواقها وضواحيها دون أي عائق فزار مدينة الدرعية القديمة ومحطتي التلغراف والكراج الملكي ومحطتي الطاقة وقصر الشميسية الجديد ومضمار الخيل ومن الملاحظات التي سجلها في تلك الزيارة وصفه لمنازل الفئات العليا من سكان مدينة الرياض حينما قال بأنها تبدو معتمة من الخارج ويغلفها الغموض بالنسبة للزائر العادي بجدرانها العالية المشيدة من الطمي على جوانب الطرق الضيقة الملتوية. وأبوابها الخشبية المسطحة الصلدة, ولا تطل على الشارع أي نوافذ باستثناء نافذة واحدة في الدور العلوي تغلق بإحكام بقضبان حديدية ومع ذلك فالأجنحة الداخلية لهذه المنازل وهي من طابقين في العادة مشيدة بحيث تفتح جميعا على البهو الداخلي المركزي. وهي متعة الناظرين بزخارفها الفنية وطلائها الشبيه بطلاء غرف القصر الملكي البديع.
imgpsh_fullsize

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up