رئيس التحرير : مشعل العريفي
 تركي الدخيل
تركي الدخيل

سين… سؤال!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الدهشة رفيقة الإنسان منذ الطفولة. بها يكسر الرتيب، ويتعلم الجديد، ويدلف إلى عوالم المعرفة ودنيا التجارب! ويمتاز الطفل ببراءته فهو كائن مندهش، يكتشف، ويجرّب الأدوات والأشياء، ويبحث بكل ماحوله، ويسأل بعفويةٍ وصراحة. من يحافظ على أسئلته حتى بعد أن يغادر مرحلة الطفولة فهو مشروع عبقري، كان أينشتاين يقول: «أنا مثل غيري، الفرق أنني حافظت على أسئلة طفولتي». لاشيء يخيفنا من الأسئلة، فهي تربّي الإيمان وتزيده، وتعزز من مران العلم، وترفع لياقة الإنسان في الحياة، والركض على هذه الأرض. الفكرة التي تخاف الأسئلة، عرجاء، تخاف من انكشاف عيوبها. كان الفيلسوف هيدغر يقول إن مهمة الفلسفة صناعة الأسئلة لا الأجوبة، لأن السؤال حركة ووقود وطاقة، وفيه حركة وصيرورة، إنه مثل النار المشتعلة أبداً، كلما خبت اشتعلت من جديد. الأجوبة عمياء، وحدها الأسئلة التي ترى، وإذا كنا نريد تربية جيلٍ جديد ناصع البراءة حيّ الإرادة لديه الطاقة على البحث والإبداع فعلينا أن نتوقف عن اغتيال الأسئلة، وبخاصةٍ أسئلة الطفولة الحيّة والصريحة والبليغة. لاعلم من دون سؤال، ولا إبداع مع لجم التساؤل، فالعلم صديق السؤال ورفيقه. في ظلّ هذا الازدحام المحموم على التقنية، واستقبال الجمل والعبارات المغلقة، تكاد أن تنقرض الدهشة من حولنا، من الجمال، والطبيعة، والمعرفة، وأبرز طريق لإعادة اكتشاف الدهشة وإحيائها أن نجرّب فضائل التساؤل، وقيم التأمل والعلم والتفكير. نقلا عن عكاظ

arrow up