رئيس التحرير : مشعل العريفي
 سمر المقرن
سمر المقرن

دور إيواء المعنفات.. الرياضة ثم الرياضة!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

زرت العديد من دور الحماية الخاصة بالنساء المعنفات أثناء عملي الصحافي الميداني في سنوات سابقة، ودوّنت العديد من الملاحظات نشرتها في حينه، الأمر الذي ينبغي الإشارة إليه عندما يكون الحديث عن دور الحماية هو أن جمعية النهضة النسائية كان لها سبق الريادة في إنشاء هذه الدور بجهود نسائية فردية قبل ظهور قضايا العنف ضد المرأة على السطح الإعلامي بسنوات، لذا عندما نتحدث عن مشاكل هذه الدور ينبغي أن نضع الدور الخاصة بجمعية النهضة خارج هذا المنظور. دور الحماية الأخرى لا تختلف كثيراً عن السجون، وللأسف أن -بعض- موظفات هذه الدور تعتقد أن وظيفتها «سجّانة» وليست موظفة في دار تقوم على حماية المرأة المُعنفة، وأن هذه المرأة بحاجة إلى الدعم النفسي والأقرب لتقديم هذا الدعم هي الموظفة. لذا حسناً فعلت جمعية حقوق الإنسان أن قامت برفع تقرير إلى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية رصدت فيه هذه التعديّات على النزيلات من قبل -بعض- الموظفات في المنطقة الغربية، وأتطلع أن تستمر الجمعية في عملها على بقية مدن المملكة. هذا يقودنا إلى التفكير في مهنيّة هؤلاء الموظفات، وإلى أسلوب التفكير الذي تنظر من خلاله الموظفة إلى المرأة المعنفة. وإلى قصور هذه الدور في توظيف المؤهلات فكرياً وعلمياً لهذه المهام. وهنا سؤال يستوجب الطرح وهو: هل خضعت تلك الموظفات لأي دورات أو ورش عمل تهتم بالمرأة المعنفة؟ وهل لديهن القدرة على التعامل مع أبجديات الحالة النفسية التي تمربها النساء المعنفات؟ ما أراه حقيقة في -بعض- هذه الدور الإيوائية أن المرأة هربت من العنف لتواجه في هذه الدور عنفا من نوع آخر، وتعاملا مهينا في وقت هي بأمس الحاجة إلى جرعات عاطفية مكثفة تُعينها على تجاوز أزمتها! لو عدنا إلى هذه الدور الإيوائية بشكل عام وبعيداً عن مشاكل الموظفات مع النزيلات، فهل نجد أنها فعلاً تقوم بالدور المطلوب؟ وهل تمتلك هذه الدور الفكر الواعي للتعامل مع المعنفات؟ وهل هناك أي برامج تُحفز الإيجابية لدى المرأة المعنفة؟ أقل هذه البرامج التي ينبغي أن تتوفر في هذه الدور هو إيجاد صالات رياضية مع مدربات متخصصات، لما للرياضة من أثر نفسي إيجابي كبير على الإنسان، ولعلي هنا أرمي بهذه الكرة في ساحة الإدارة النسائية بالهيئة العامة للرياضة، حيث أتطلع أن تزور الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بنفسها هذه الدور، وتضع خططاً رياضية تتناسب وحجم الأضرار النفسية التي تعيشها المعنفات، فهذه الفئة من المهم أن تندمج في مثل هذه الأنشطة التي لها تأثير كبير على حالتهن النفسية.. كثيرة هي التطلعات، والأمل بهذا التقدم والتغيير. نقلا عن الجزيرة

arrow up