رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالله بن بخيت
عبدالله بن بخيت

لماذا لا يوجد فنانون جدد؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

سبق أن تساءلت: لماذا لا يوجد فنانون سعوديون شباب؟ في كل الثقافات الإنسانية يبلغ الفنان قمة مجده في العشرينيات من عمره. الفنانون السعوديون المشاهير اليوم ثمرة الستينيات أو السبعينيات. في العقدين الماضيين لم نحظَ بفنان سعودي ارتقى إلى مستوى منافسة محمد عبده أو رابح صقر او راشد الماجد. نفس المشكلة نواجهها في الفنون التشكيلية. في زمن مضى كان لدينا أسماء كبيرة السليم ورضوى والخزيم وغيرهم. اليوم لا اسمع بفنانين تشكيليين سعوديين شباب.
آخر علمنا بالكورة السعودية المتفوقة كان في الثمانينيات وأوائل التسعينيات. ثم بدأت الكورة على مستوى المنتخب في التراجع حتى نسينا شيئا اسمه كأس آسيا أو المشاركة في كأس العالم.
ما تغرسه اليوم هو ما تحصده غدا. عندما تغرس شتلة بصل لن تخرج لك الأرض سوى بصل. لن تحصل على تفاح أو برتقال أو أرز مهما تمنيت. بيد أن غراس البشر يشبه غراس الشجر ولكنه أكثر شبها بغراس الزيتون. جيل يغرس وجيل آخر يحصد. بعد كل مباراة للمنتخب السعودي تقرأ في الصحف من يتباكى على جيل ماجد عبدالله وصالح النعيمة وعبدالجواد وصالح خليفة. ثمة من يطلق عليهم جيل العمالقة إمعانا في التباكي. حسب نظرية الزيتون هؤلاء تم غرس شتلاتهم في الستينيات والسبعينيات وجاء موسم حصادهم في الثمانينيات. شباب المنتخب في العشرين سنة الماضية تم غرسهم في الثمانينيات والتسعينيات واليوم نجني الثمار. قارن بين المواد الدراسية في المدرسة التي تعلم فيها ماجد عبدالله والنعيمة وبين المواد الدراسية في المدرسة التي تعلم فيها لاعبونا اليوم لتعرف فرق الشتلة التي غرست في كلا الجيلين.
عندما كان النعيمة وماجد عبدالله في قمة مجدهما كان يصاحبهما على منصة الابداع الغنائية شباب مثل راشد الماجد ورابح صقر وعلى منصة المسرح كان هناك شباب مثل ناصر القصبي وراشد الشمراني وخالد سامي الخ.. هؤلاء وغيرهم تم تصميمهم (فكريا) في فترة السبعينيات وبعضهم يعود تصميمه الفكري إلى الستينيات.
سبيكة مدرسة ابتدائية في شارع العطايف في مدينة الرياض. لا أعرف لم أطلق عليها سبيكة. كنا نسميها سبيكة واسمها الرسمي المنصور. بيت طيني كبير متواضع حسب طراز البيوت القديمة. تخرجت منها وأنا أعرف ارسم وأعرف الألوان وأعرف العب تنس طاولة وأقفز على الزانة والحصان ومثلت مسرحية كوميدية ودرامية - لم تخلق بعد في تلك الأيام كلمة (دعوية) - تعلمت في سبيكة الخط العربي وكتابة الصحف الحائطية وتصميمها وتجويد قراءة القرآن، تخرجت منها وأنا اعرف كيف انحت بالصلصال اشكالا واقص بالورق الملون رسوما جمالية واستخدم الأدوات الهندسية كمهندس. واعرف شيئا اسمه دوري المدارس في القدم والسلة والطائرة وتنس الطاولة. كنا نتنافس في الرياضيات والعلوم. كان اساتذتنا يحدثوننا عن آينشتاين ومن هو مكتشف البنسلين ومخترع المصباح الكهربائي وفي كل موسم كانت تأتي سيارة كبيرة نصعد فيها واحدا بعد الآخر لأخذ الأشعة للصدر. لم يأت أحد طوال تاريخي الدراسي (الابتدائي والمتوسط والثانوي) ليصممنا جنودا في معركة كونية ويحطم في وجداننا حب الوطن والحياة. كنا نعد لنكون شركاء في الاستمتاع بهذه الدنيا مع البشر ولكي نخدم أنفسنا ووطنا فقط. نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up