رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

لقاحات أهملناها طويلا.. فانتشر الفيروس القاتل‎ !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أعتقد، بل أجزم، بأن ما تكشف ويتكشف في بيانات وزارة الداخلية من معلومات حول الفعل الجبان الذي يستهدف ا"الوطن" كان كافيا لإخراس من رأى بأنني كنت كمن يذكي نار الاستعداء على هؤلاء المشوهين، وأدعو لإغلاق أبواب الرحمة والتسامح، إلا أن ما تكشف من خيوط هذا التآمر الخسيس كشف أمرين في غاية الأهمية، يجب علينا تدبرهما:
الأمر الأول: هو مدى وعمق التشويه النفسي والفكري الذي يمارس على هؤلاء حتى ليرضى أحدهم أن يصبح جسده قنبلة ، ثم أنه لا يبالي بمآله بين يدي خالقه فيسأله عن إزهاق روحه انتحارا !!.
أما الأمر الثاني: فعلى علاقة عضوية بالأول، وفيه تكمن الإجابة على السؤال: أين آباء وأمهات وعشيرة هؤلاء الذين استغلهم البعض وجعل منهم دمى بين يديه يتحكم في عقولهم، ثم يتحكم في أرواحهم موتا وحياة ؟.
أين معلموهم، أين مناهج التربية ــ قبل التعليم ــ من شاب يتصل بمسؤول في مستوى مساعد وزير في أهم وزارات الدولة ويسأله عن حاجته، بعد أن يطمئنه المسؤول عن أسرته أنها تحت رعاية الدولة التي أعلن حربه عليها، فيطلب مقابلة المسؤول، فيؤجل هذا سفره إكراما لمن حارب الدولة ثم يأتي ذاك ليفجر من أكرمه وأكرم أهله الذين لم يبال بأن يتركهم يواجهون جريرة إجرامه، لولا حلم وعدل من لا يأخذون أحدا بجريرة أحد؟!.
لقد كتبت كثيرا عن ضرورة تفعيل دور الأسر في غرس بذور الحس الوطني عند أطفالها.
وفي أكثر من موضع ومحاضرة عامة طالبت وألححت على الآباء والأمهات بضرورة ردم الهوة والفجوة بينهم وبين بنيهم وبناتهم، وأن يشددوا الرقابة عليهم كي لا يفلتوا من بين أيديهم فيتلقفهم من يحقن شرايين عقولهم ونفوسهم بالسم الذي سيتجرعونه هم أيضا.
وطالبت وألححت في الطلب من معلمي المدارس أن يحرصوا على الاهتمام بمادة التربية الوطنية الغائبة عن مناهجنا الدراسية تماما، وعلى تنمية الحس والواجب الوطني في نفوس صغارنا حتى يشبوا وحب الوطن يملأ نفوسهم، ويكون الإحساس بواجبهم نحوه قويا لا يتزعزع. وأعتقد جازما أن هذا الترياق ضد هذا الشطط الأعمى في الانحياز لفكر يدعوهم إلى تدمير الوطن، الذي يشكل الملاذ الآمن الوحيد لهم ولأسرهم، والحضن والركن الركين الذي يحفظهم بعون الله من الذل والحاجة إلى العالمين..
فإذا كنا حريصين على سلامة هؤلاء الأبناء، وعلى سلامتهم وسلامتنا من الانزلاق في هاوية الدمار والقتل العشوائي أو القتل المنتقى، وإذا نخاف فعلا على أبنائنا من أن يصابوا بعدوى فيروس الانحراف والتطرف والإرهاب، فإن اللقاح الوحيد الذي يمكن أن يقيهم من خطر الإصابة به يجب أن يتناولوا جرعاته اللازمة والكافية منذ الصغر، مثلما يتناولون الجرعات اللقاحية الوقائية ضد الأمراض الجسدية الأخرى قبل أن يشبوا عن الطوق، لا لحمايتهم ووقايتهم من الأمراض المحتمل الإصابة بها في الكبر فقط، ولكن ليصبح نموهم صحيحا وسليما ومعافى.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up