رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

ميزان سوق العمل وهذه المعيارية المغلوطة !؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

وجود العمالة الوافدة إلى جانب السعودية في بيئة عمل واحدة آثاره السلبية، إذ تنتج عنه آثار سلوكية سلبية تبدو أحيانا في عدم الارتياح، وتكاثر هذه العمالة في بعض الأجهزة بشكل كبير ينتج عنه ما يسمى بالبطالة المقنعة التي تؤدي إلى ظاهرة التسيب الوظيفي بين العمال والموظفين السعوديين في هذه الأجهزة والمؤسسات. كما أن ثقة بعض أصحاب العمل السعوديين بالعامل غير السعودي على عكس ما يبديه تجاه العامل السعودي يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية للعامل السعودي، الأمر الذى يؤثر سلبا في أدائه الوظيفي ومردوده الإنتاجى. الطريق إلى الجريمـة ***************** ويؤدي الشعور بالغربة بين أفراد العمالة الوافدة دورا كبيرا في ضعف الشعور والانتماء سواء لبيئة العمل، أو البيئة الاجتماعية العامة، وهذا الشعور بالغربة يبدو في عدة مظاهر سواء في العمل، أو في الأنماط السلوكية الاجتماعية. لأن الشخص الذي يمزقه الشعور بالغربة يكون ضيق الصدر، ويحس بالعذاب النفسي نتيجة ابتعاده عن وطنه وأهله وبيئته التي نشأ فيها ويحن إليها. وحين تصادفه أقل مضايقات سواء في بيئته أو في الشارع فإن ردة فعله تأتي محملة بكل هذه العذابات النفسية. وأما إذا صادفته في حياته العملية صعوبات تهدد حاضره الوظيفي، أو عانى البطالة المؤقتة فإنه يصبح مصدر تهديد أمني حقيقي، إذ ربما يلجأ إلى أقرب أبواب الجريمة أمامه حلا لمشكلته الحالية. أما الشعور بالانتماء والإحساس بالمظلة التي يوفرها المجتمع، والأسرة، والحكومة عند العامل السعودي فيحول دون لجوئه إلى الجريمة بكافة أشكالها لحل الأزمات المعيشية فى حال البطالة المؤقتة. وينعدم عند العامل الوافد الشعور بالطمأنينة الذى توفره هذه المظلة التأمينية. تقاليـد ضارة ********** إن سيطرة الشعور بمؤقتية العمل والإقامة، وما يتبعها من شعور بعدم الاستقرار والقلق عند العامل الوافد، إضافة إلى اختلاف المرجعيات الثقافية في بيئة العمل، تعمل على ترسيخ أنماط سلوكية، وتقاليد عملية مضرة بأخلاقيات العمل والمنافسـة، إذ يلجأ العامل الوافد بشتى الطرق لكسب ثقة وود صاحب العمل، أو الرئيس المباشر، ولا يتورع عن المداهنة وإبداء الطاعة العمياء والقبول بكل شيء والتنازل عن كثير من الحقوق. وفي ظل سيادة مثل هذا النمط من السلوك لا يكون أمام المنافس السعودي على الوظيفة سوى أمرين إما أن ينسحب لعجزه عن هذا النوع من وسائل المنافسة لتخسره سوق العمل، وإما أن ينافس الوافد بنفس هذه الوسائل غير الشريفة. وفي هذه الحالة فإن الخسارة ستكون أيضا فادحة، إذ تترسخ في سوق العمل السعودي تقاليد تتعارض تماما وقيم المجتمع السعودي، ثم إن هذا النمط من الوسائل سيصبح ضمن تقاليد سوق العمل السعودي، حتى بعد أن تنتفي الحالة إلى العامل الوافد وعودته إلى بلاده، لتترسخ ضمن آليات وتقاليد العمل في السعودية شروط دخيلة، تضر بعلاقات العمل بصفة خاصة، وبأخلاقيات وتقاليد المجتمع بصفة عامة. ثم إن مثل هذه الأساليب والتقاليد هي مضرة قبل هذا وذاك، أيضا، بالعملية الإنتاجية، إذ سيهمل الإنتاج ويهمل التنافس الأدائي للوظائف ومهامها، لينحصر التنافس على كسب رضي المسئول بطريقة شخصية، تدخل فيها اعتبارات ليس من بينها على الإطلاق تحمل المسؤولية وحجم الإنجاز الإنتاجي للعامل والموظف، ولا مستوى الأداء في المؤسسة، إذ تتراجع هذه الصفات في ميزان هذه المعيارية المغلوطة، التي تقدم ما هو شخصي على ما هو عملي وإيجابي.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up