رئيس التحرير : مشعل العريفي
 تركي الدخيل
تركي الدخيل

الطرب بما عند اليابانيين من أدب!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قضيت خمسة أيام في اليابان، في زيارة لم تكن هي الأولى لي لهذا البلد العجيب. لا يبهرك في اليابان، التكنولوجيا فحسب، مع أن لهم القدح المعلى منها، ولا التنظيم وحده، فالناس، والقطارات، والسيارات، تمشي بانتظام يصعب وصفه. وتأخر القطار بضع دقائق يشكل خبراً عاجلاً في التلفزيونات، ويستعدي اعتذارات، وتحقيقات، وإقالات واستقالات… لكن أكثر ما بهرني، هو الآداب العامة التي يتحلى بها اليابانيون؛ ففي المحلات والدكاكين، بل وفي الشوارع والأزقة والطرقات، تجد الناس تخفض رؤوسها احتراماً، وتمطر بعضها، بعبارات اللطف والرقة والاحترام والأدب. عندما يقدم لك الياباني بطاقة الأعمال (بزنس كارد)، فإنه لا يمكن أن يقدمه إلا واقفاً، ممسكاً بالبطاقة الصغيرة بيديه الثنتين، منحنيا برأسه تجاه من يقدمه له! لقد قرر اليابانيون أن يربوا أجيالهم منذ نعومة أظفارهم على الأدب واللطف؛ حتى ينعم المجتمع بمزايا الآداب، التي تهذب النفوس، وتعلي من شأن الإنسان، وتضفي السكينة على الحياة العامة. سألت أحد الشباب السعوديين الذي أمضوا سنوات في اليابان: هل هذا اللطف والأدب، مختص بأناس في اليابان عن أناس؟! فضحك صاحبي، وقال: الأصل في اليابان هو الأدب، والعبارات المؤدبة تغمرك، ويجب عليك استخدامها لتكون طبيعياً هنا، منذ تستيقظ من النوم، وحتى تنام ثانية… وإن حلمت بها، فهذا يؤكد أنك بدأت تستوعب الثقافة اليابانية. نقلا عن عكاظ

arrow up