رئيس التحرير : مشعل العريفي
 تركي الدخيل
تركي الدخيل

حج بلا السعودية.. حج بلا إيران!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لاستراتيجي٬ وحيثيتها الدينية من العروبيين الانعزاليين. بل إن إحدى الصحف العربية ادعت أن السعودية «تنّسق مع إسرائيل لتأمين موسم الحج»! إلى هذه الدرجة بلغت الجنايات العدوانية على عناية السعودية بالحج والحرمين!
طوال نصف قرٍن مضى لم تزدد السعودية إلا صلابة في تأمين موسم الحج٬ بينما أخذت إيران تحرض أياديها في الخليج لزعزعة موسم الحج منذ أوائل الثمانينات٬ وتسببت في مجازر قامت بها فصائل من «حزب الله» في الخليج٬ وقد بثت اعترافاتهم معلنين انتماءهم لإيران٬ وتلقيهم توجيهات رسمية وأمنية٬ للإخلال بموسم الحج بغية إحراج السعوديين.
أحداث كثيرة أزهقت أرواح الحجاج كانت إيران هي المتوّرطة فيها٬ كان أبرزها بالطبع ما جرى في الحادي والثلاثين من يوليو (تموز) عام 1987 .حين قام الحجاج الإيرانيون الحاملون صور الخميني وأعلام إيران٬ بمظاهرات حاشدة أثناء موسم الحج٬ أّدت إلى قطع الطرقات وقتل بعض الحجاج٬ والمواطنين ورجال الأمن. وفي العاشر من يوليو عام 1989 .دّبر تنظيم «حزب الله الكويت» وبتعليماٍت ­ قيل إنها من محمد باقر المهري وبالتنسيق مع دبلوماسيين إيرانيين ­ تفجيراٍت في المشعر الحرام؛ الأول: في أحد الطرق المؤدية للحرم المكي٬ والآخر: فوق الجسر المجاور للحرم المكي٬ ألقت الشرطة السعودية القبض على 20 حاًجا كويتًيا٬ اتهم منهم 16 بتدبير التفجير٬ وعرضت «اعترافات» لهم على التلفزيون السعودي.
وفي العام الماضي كشف مسؤول بمؤسسة مطّوفي الحجاج الإيرانيين لجريدة «الشرق الأوسط»٬ أن «قرابة 300 حاٍج إيراني خالفوا تعليمات التفويج الأمر الذي تسبب في مقتل العشرات من الحجاج»٬ بينما زّورت إيران هوّية سفيٍر لها ضمن الحجاج٬ مخالفة بذلك القوانين والأنظمة المدنّية المّتبعة في كل الدول.
لن يحضر الحجاج الإيرانيون هذا العام٬ وهذا مؤسف٬ لكن السؤال٬ من الذي دفع باتجاه عدم حضورهم؟! وهل يعني هذا أن إيران لن تحضر بأعمال التخريب؟! أنسينا أنها استخدمت من قبل أحزاب الله في الخليج٬ ولديها التأثير على جنسياٍت أخرى من نفس التوجه الآيديولوجي٬ قد يأخذون دور إيران في الزعزعة والإخلال؟!
لا تستطيع أن تعرف كيف تفكر العقلية الآيديولوجية الإيرانية٬ لأنها تنطلق من موروثات تاريخية٬ وأحقاد محفورة٬ ومحروسة في الذاكرة والوجدان٬ وبالتالي فإن الحج بالنسبة إليهم موضوع مستفز٬ منذ الثورة الإيرانية وإلى اليوم. إحساس ملالي إيران بأن السعودية هي من يأخذ الثقل الديني والروحي٬ الثقل الذي تتمنى إيران الحصول عليه على المدى البعيد٬ أما في المدى القريب فتتمنى تخريبه. من المخيف أن تنتهك شعائر الله من نظام سياسي يّدعي أنه ديني٬ لأن تعظيم تلك الشعائر هي ذروة تقوى القلوب. نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up