رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

من ذمتي إلى ذمتك يا ماجد القصبي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

سألت وزيرا سابقا من أصدقائي، وقلت له: كل الوزراء تقريبا يحملون مؤهلات رفيعة، وعندهم فكر متقدم وناضج، ولكن بعضهم يتولى الوزارة ويخرج منها دون أثر يذكر، وخاصة في الوزارات الخدمية التي ينتظر منها الناس إنجازات وإصلاحات، فما السر يا معاليكم!؟ فقال: سأضرب لك مثالا بك، فلو أخذتك ـ مثلا ـ وأنت بكامل قواك العقلية، ووضعتك في عنبر من عنابر مستشفى شهار، ستجد نفسك أمام أمرين أحلاهما مر، فإما أن تفعل كما يفعل ويتصرف المجانين، وإلا سيضربك المجانين حتى تتجنن فعلا!! ولا مناص هنالك سوى الاستنجاد بمدير المستشفى لينقذك!! ولعلك فهمت!؟ قلت: لم أفهم!! قال: حين يعين الوزير يجد أن ليس من صلاحيته تغيير كبار المسؤولين القابضين على زمام الأمور بالوزارة، وبالتالي لا حل أمامه سوى الاندماج معهم فيما اعتادوا عليه من عمل أيا كان مستواه وفائدته، أو يجمد التعامل مع بعضهم بعد أن يتعرف عليهم ويكتشف أن هذا البعض عائق للعمل والإنتاج، وهذا الاكتشاف يحتاج إلى زمن طويل، وبعد التجميد يبدأ الوزير البحث عن بديل من داخل الوزارة لأنه لا يملك حق التعيين من خارجها، وما إن يصل للبديل المناسب الذي يحتاج البحث عنه زمنا آخر حتى تبدأ حروب ومكايد المجمدين ضده، بل وضد الوزير نفسه، ويتضامن معهم كثير ممن يشعرون أن التجميد سيصلهم، ومعهم طوابير من الموظفين الذين من المفروض استبعادهم لمصلحة العمل، فماذا يستطيع أن يفعل الوزير في مناخ كهذا ليس من صلاحيته تغييره!؟ قلت: يفعل الكثير، يوجه الجميع إلى الميدان إلى العمل إلى خدمة الناس، يعني يستثمر الموجود على علاته، ويحاول استصلاح ما يمكن استصلاحه. قال: هل تظن أن الوزير بمفرده يستطيع فعل كل هذا!؟ يا عزيزي الوزير يحتاج فريق عمل يفهمه ويتفاهم معه ويشاركه المسؤولية والقرار وإلا فلن ينجح ولن يؤثر مطلقا! والوزير كما أوضحت ليس بيده صنع هذا الفريق إلا بالمتاح داخل الوزارة. قلت: أفهم أن تغيير الوزير لا يكفي، بل لا بد من تغيير الصف الأول وربما الثاني في الوزارة وتكوين الفريق المناسب من داخل وخارج الوزارة وإلا فلن ينجح!؟ قال: عليك نور فهمت أخيرا!! وبعد أن فهمت وتأملت وجدت أن داخل كل وزارة كفاءات كبرى، لكنهم لا يصلون إلى سدة المسؤولية، بسبب المتاريس الموجودة في الصف الأول والثاني من مسؤولي الوزارة القدماء الذين لا تروق لهم الكفاءات ويشعرون أنها خطر أكيد على مناصبهم لو تم اكتشافهم، ولذلك لا يسمحون لهم بالتنفس والتعبير عن كفاءاتهم بما يخدم مصلحة الوزارة ويلبي مطالب الناس المستفيدين من خدماتها، ويحقق مصلحة الوطن على يد أبنائه، والآن تذكرت كفاءة متميزة رائعة في وزارة الشؤون الاجتماعية، وبسبب قدراته وكفاءته يواجه حربا ضروسا من رئيسه وأحد الوكلاء المساعدين، والوكيل والوزير لا يعلمان، لدرجة أنه يقدم أفكارا ومشاريع لتطوير الإدارة التي هو مسؤول عنها، لكن هذه الأفكار والمشاريع لا تصل لوكيل الوزارة فضلا عن الوزير، ولا تغادر درج رئيسه ودرج الوكيل المساعد، وهو لا يدري لماذا هذا الوضع، وأنا أيضا لا أدري، والوحيد الذي يستطيع أن يدري هو الدكتور ماجد القصبي شخصيا، ولذلك فمن ذمتي إلى ذمته.
نقلاُ عن صحيفة الوطن

arrow up