رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

من جنايات فيلم (الرسالة)!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

دأبت معظم (الفضوات القنائية) العربانية على عرض الفيلم الشهير (الرسالة) للسينارست والمخرج (العربيكي) الشهيد (مصطفى العقاد)، في أيام الأعياد، وبخاصة الأضحى، ورأس السنة الهجرية الجديدة؛ إلى درجة أن (رؤيته) أصبحت دليلًا على حلول هذه المناسبات عند كثير من الناس، أكثر من رؤية الهلال، بحسابات أستاذنا الدكتور (حمزة المزيني)، أو مشاهدة الرائي (عبدالله الخضيري)!!
وقد كتبنا كثيرًا عن هذا الفيلم، منوِّهين ببعض إيجابياته؛ ككونه أول فيلم يغزو الغرب في عقر (هوليووده)، برسالة النبي الأعظم، فداه كل من خانها وشوَّه تعاليمها السمحة!!
وفيما جاء تمويله من مستثمرين (يهود ونصارى)؛ هبَّ العالم الإسلامي يحاربه، ويصدر الفتاوى من كل مكان؛ بتحريمه، وتكفير كاتبه ومخرجه، وأبطاله، ومن يشاهده؛ بل وتكفير من يشك في كفرهم!
وشر البلية؛ أن كل تلك الفتاوى بلا استثناء، صدرت من فقهاء يحرمون التلفزيون، وصور الرموز على العملة، في شعوب تسودها الأمية، وتعيش في ظلامٍ دامس؛ أي بدون (كرهب)، كما صرح (غازي القصيبي) عند تسلمه وزارة (الصناعة والكهرباء 1977)، و... كفَّروه برضو!!
ورغم دعم الإمام الأعظم (محمد متولي الشعراوي) بعد أن شاهد (الرسالة)، ولم يكتفِ بالسماع عنه؛ إلا أن الجهل هو الذي انتصر، ورضخ له المنتجون التلفزيونيون والسينمائيون، فاجتنبوا إنتاج الروائع التاريخية؛ عملًا بفتاوى تحريم تجسيد الصحابة والتابعين، بعد أن كانت مسلسلات مثل (بعثة الشهداء) و(فرسان الله) تعطر مثل هذه الأيام المباركة بسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه وأنصاره! وما زلنا محرومين منذ (36) عامًا من صوت (ياسمين الخيام) وهي تترنم بـ(محمدٌ رسول الله)، ومن عيني (زبيدة ثروت) وهي تمثل دور (حمّالة الحطب)!!
ولكن (فيلم الرسالة) كرّس بالمقابل أخطاء مهنية فادحة، كالحيلة الساذجة؛ بأن يخرج سيدنا حمزة ـ مثلاً ـ من خيمة النبي ويقول: «رسول الله يأمركم بالهقوم»!! وكان بالإمكان أن ينفذوا كل أوامر النبي مباشرة، دون هذه الحيلة البائسة، التي توهم المتلقي غير المسلم، بأن النبي كان يتفرج على المعركة من غرفة العمليات، ولم يقاتل بنفسه الزكية، ويُشجَّ جبينه، وتكسر رباعيته!!
أما الملابس فهي (مصخرة) تصور الفارس العربي يقاتل بعمامته المهيبة، وعباءته الفاخرة، وجزمته (الماركة) ذات الرقبة الطويلة!!
إذن: لماذا لا يجرِّب (أحمد عيد) اقتراحنا بعودة (ماجد) بالغترة، والعقال، والمشلح الحساوي؟؟؟؟‏‫
 
نقلا عن مكة

arrow up