رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

تدويل الحسد من النفط إلى الحج!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عندما تناقش الموضوع قناة تلفزيونية إخبارية محترفة ـ كالفرنسية العربية (فرانس 24) ـ فيندر أن يشارك سعودي يجمع بين التخصص الموضوعي، والمهنية الصحافية، بعيدًا عن الاحتقان وإقحام الوطنية بلا مناسبة؛ كالأستاذ (محمد البيشي) ـ مساعد رئيس التحرير في الزميلة (الاقتصادية) ـ الذي استضافته القناة، في برنامج (الأسبوع الاقتصادي)، الجمعة الماضية، مع ضيفين متخصصين في الاقتصاد، من أشقائنا في المغرب العربي، لمناقشة فكرة (تدويل الحج)؛ بوصفه سياحةً دينية (دنيوية)، بعيدًا عن كونه الركن الخامس للدين الإسلامي، وبعيدًا كل البعد عن غمز الحكومة السعودية بأدنى تقصير أو إهمال في واجبها العظيم!
ولكن تزامن الحلقة مع استماتة (ملالي طهران) في تسييس الحج، وتعلقهم بآخر قشةٍ رماها (السيد المعصوم)، جعل الشيطان حاضرًا طيلة الحلقة في صورة (الولي الفقيه)!
ولهذا كان (محمد البيشي) ذكيًا جدًا، حين تحدث ـ أولًا ـ بلغة الأرقام والوثائق، ثم أشار إشارة خاطفة إلى أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذه الدعوة نوايا سيئة، دون أن يسمي أحدًا بعينه، أو يلمز زميليه المحترمين اللذين اضطرا ـ كما اضطر مذيع الحلقة (خالد كراوي)، ولو كانت زميلته (لين الرفاعي) ما اضطرت؛ لأنها جميلة ـ إلى تأكيد أنهم لا يتحدثون بأي لسان سياسي، وأن الحلقة تعتمد زمنيًا على مناسبة الحج، وليس على خزعبلات النظام الإيراني، وهرطقة ملاليه!! وأنهم في كل الأحوال يكنون لحكومة المملكة كل تقدير لجهودها التي لا تنكر في خدمة الحجاج.
وبناءً على ذلك كان رأي أحد الضيفين يتلخص في إتاحة الفرصة لكل المسلمين للاستثمار في هذه (الثروة) السياحية! وأما الآخر فيرى العكس تمامًا وهو: عدم الاستثمار في هذه الشعيرة حتى للسعوديين! وما يمكن أن يجلبه الحج من أرباح مادية فيجب أن يوزع على المؤسسات الخيرية في كل البقاع الإسلامية!
أما بعد توضيح (البيشي) بالأرقام: أن ما تصرفه المملكة يتجاوز ريع الحج بـ(3) أضعاف! وأن (40%) من تكاليف الحج والعمرة يصرفها الحجاج في بلدانهم! فإن ما يمكن قراءته وراء دعوة (التدويل) هو أن (ثقافة الحسد) ما زالت هي المحرك لإخواننا العرب، منذ دعوات (الاشتراكية) و(القومية العربية) إلى تدويل نفط الخليج! ومن المؤسف أن سيدنا (نزار قباني) هو أكثر من خلد تلك الثقافة بشعره!!
 
نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up