رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خلف الحربي
خلف الحربي

قائمة المفقودين الستة!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

البحث عن المفقودين من أعمال الخير التي ينشد فيها المسلم الثواب من الله، ولأنكم من أهل الخير إن شاء الله، فإنني أناشدكم البحث عن المفقودين الذين تشكل الحاجة الماسة للعثور عليهم مسألة أساسية كي نستدل نحن على طريقنا ولا نضيع معهم.

أول هؤلاء المفقودين أصغرهم عمرا يتمثل في هيئة الترفيه الوليدة التي لم نسمع لها صوتا ولا حسا ولم يخبرنا أحد بعد عن خططها، والمشكلة الأساسية في هذا المفقود أننا لا نعرف ملامحه ولا لون شعره ولا تتوفر لدينا أي صورة له، فقط تناقلنا البشارة بولادته ثم انقطع ذكره، وقد يمكن أن تشكل عملية البحث عنه نشاطا ترفيهيا مبتكرا تماما مثلما يحدث في لعبة (بوكيمون غو).
أما ثاني المفقودين ما زال في سن المراهقة، ميزته أنه في كل مرة
يعثر على نفسه ثم يجيء إلينا ليقول: (ها أنا ذا؟) فنكتشف أنه ما زال ضائعا في نفس الشارع الذي يتجول فيه ليل نهار، اسمه الرسمي (وزارة الإسكان) رغم أنه لم يقم بإسكان أحد حتى يومنا هذا.
وثالث المفقودين عجوز يفترض أنه خبير بتقلبات الزمان وتغير طباع الأحباب والخلان اسمه (الإعلام الخارجي)، وشكله وأوصافه لا تخفى على أحد منكم ولكنه حين تعاظمت الحاجة إليه تحول إلى (فص ملح وذاب) كما يقول أهل مصر.. فوسائل الإعلام في الولايات المتحدة وبريطانيا وحتى مصر لم يعد لديها غيرنا لتهاجمه، ولكن عجوزنا غائب ولم نعثر إلا على بشته ومسبحته في المكتب القديم.
رابع المفقودين من عاداته الغريبة أنه يضع علامات في الصحاري والوديان كي نستدل على المكان الذي يتواجد فيه، واسمه (هيئة مكافحة الفساد) أما اسم الشهرة (نزاهة)، ميزته أنه كلما خرجت من المدن إلى الصحاري والقفار وجدت لوحاته التي تكتشف من خلالها أنه يفضل أن يقوم بعمله (من بعيد لبعيد).. إذا وجده أحد منكم نتمنى منه أن لا يعيده إلى أهله بل ينصحه فقط أن يخفف من لوحات التعريف بالفساد تخفيفا للنفقات.
خامس المفقودين أكبرهم سنا ويسمى (المرور)، وكلكم بالطبع تحفظون ملامح شكله ولكنه اختفى منذ زمن بعيد وتستطيعون بسهولة أن تتأكدوا من غيابه الطويل من خلال مشهد سيارة تتجاوز الإشارة الحمراء بكل أريحية واطمئنان أو من خلال سيارة أخرى يقابلك صاحبها وهو يسير عكس السير وينظر إليك بنصف عين!.
وآخر المفقودين بلا شك هو (الحوار الوطني)، فمنذ أن أصبح له مبنى أنيق اختفى أثره في الشارع وامتلأت كل ذرة من الهواء بما يكفيها من مشاعر الطائفية والعنصرية والإقصاء والتكفير
 
نقلا عن عكاظ

arrow up