رئيس التحرير : مشعل العريفي

فيديو: القشعمي يروي تفاصيل قصة معركة جراب..وكيف نجا الملك عبدالعزيز من الغدر!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد:في مجلس بسيط شكلت جدرانه الداخلية من الطين، وعلقت عليها بعض الأدوات القديمة، جلس الشيخ عبدالله القشعمي، يستقبل ضيوفه بعد صلاة الفجر ليتكلم عن 107 سنوات كان فيها شاهداً على أحداث مهمة رسمت تاريخ السعودية. هناك في محافظة الزلفي التي تعانق الجبل، وتقبع على منحدرات جبال طويق وعلى كثبان رمال الثويرات الشهيرة، يقع مركز الثوير (40 كلم شمال غرب الزلفي)، وترتسم وسط الرمال "محطة الشيخ الشقعمي" التي زارها الملك عبدالعزيز، ويعرفها جيداً خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، عبر ممازحته للشيخ القشعمي في أكثر من مرة حول هذا الاسم.
الشيخ الذي ولد قبيل معركة جراب التي وقعت أحداثها سنة 1333هـ ، ورغم أن ذاكرة القشعمي قوية للغاية إلا أنه كان يحتاج لخبير يسأله من أبنائه، وهي المهمة التي انبرى لها ابنه عبدالمحسن، خصوصا وهو يسمع والده يتحدث عن بعض الأحداث وفقاً لموقع العربية نت. مولد القشعمي
ولد الشيخ عبدالله القشعمي قبيل معركة جراب الشهيرة، إحدى معارك التوحيد التي قادها الملك عبدالعزيز. يقول الشيخ القشعمي: "سنة جراب كسرت الفناجين نسبة أنه عمره مابين السنتين إلى الثلاث سنوات كما يقول، وهو ما جعل البعض يقول إن سنة مولده عام 1330 أي قبيل معركة جراب بثلاث سنوات".
وعندما يتحدث القشعمي عن سنة جراب وكسر فناجين القهوة، فذلك يدل على القوة نتيجة لندرة فناجين القهوة في تلك الفترة، ويعد كسرها مشكلة كبيرة لسكان النفود، فهي التي يقدم فيها أهالي الجزيرة العربية القهوة لضيوفهم: "كبرت، وعندما حدثت معركة روضة السبلة المتاخمة للزلفي والتي كانت بعد مولده بـ 17 عاما، عسكر الملك عبدالعزيز بالزلفي".
ويتذكر القشعمي كيف كان يحضر مع الملك عبدالعزيز في معسكره، ويستمع لحديثه ومفاوضاته وهو يرسل بعض أهل العلم لمحاولة حقن الدماء قبيل وقوع المعركة الشهيرة، والتي تعد آخر المعارك التي كانت سبباً في استتباب الأمن فيما بعد، حيث تم إعلان توحيد المملكة العربية السعودية بعد هذه المعركة بأربع سنوات: "الملك عبدالعزيز حل بالزلفي يوم جمعة، ورحل يوم الجمعة الآخر، أي أنه عسكر مدة أسبوع قبيل المعركة الحاسمة".
ويصف القشعمي معركة روضة السبلة بأنها "كون" عظيم لا ينسى، وفق الله فيه الملك عبدالعزيز في القضاء على خصومه بعد محاولات عدة من قبله لحل النزاع سلمياً: "لا تزال المتاريس التي اتخذتها الأطراف المتنازعة مع الملك عبدالعزيز شاهدة في الموقع في أطراف روضة السبلة الشرقية والتي كان المحاربون يتمترسون فيها خوفاً من جيش الملك عبدالعزيز". نجاة الملك عبدالعزيز من الغدر في مكة
القصة التي لا ينساها الشيخ عبدالله القشعمي كانت عام 1353هـ أي بعد توحيد البلاد بعامين، حيث عزم على الحج ومعه والدته، وكان الملك عبدالعزيز حاجا في نفس السنة، وحج معه العديد من أهالي المملكة في ذلك الوقت، وكان العديد منهم حجوا برفقة الملك المؤسس: "في يوم العيد ونحن نطوف بالبيت العتيق والملك عبدالعزيز أمامنا وخلفه ابنه الملك سعود، وعند مكان يسمى بالتوبة انطلق ثلاثة أشخاص يريدون الغدر بالملك عبدالعزيز وفي يد أحدهم خنجر".
وأضاف الشيخ القشعمي: "عندما اقترب من الملك تناوله ابنه الملك سعود، فأصاب الخنجر ذراع الملك سعود، ونجى الله الملك عبدالعزيز من كيد الكائدين، وقتل على الفور اليمني حامل الخنجر، وتم ضبط الاثنين الآخرين".
تابع القشعمي: "حدث هذا وأنا شاهد على كل الأحداث وكأنها أمامي الآن، وتوقف الملك عبدالعزيز حتى تم تطهير الحرم من المعتدي، وكمل الملك عبدالعزيز طوافه وأكملنا معه. وفي اليوم التالي ذهبنا للسلام عليه في منى وتهنئته بالسلامة".
وفي آخر حج ذلك العام، أعلنت العرضة، حيث تمت أمام قصر السقاف في مكة من هم على الخيل والبعارين، وكذلك من يمشي على قدميه، وكانت فرحة وإظهار قوة: "شاهدت الملك فيصل يعرض أمام والده وهو يرفع البندقية ويفتخر". وفاة الملك عبدالعزيز
هذا الحدث لا ينساه القشعمي: "كنا نعتقد أنه إذا توفي الملك عبدالعزيز قامت القيامة، إلا أنه عند وفاته رحمه الله كان كل شيء طبيعيا، ولم يتغير شيء بفعل ما بناه من دولة متكاملة".
وقال: "العيون لم تكف من البكاء عليه والدعاء له، ولا زلنا ندعو له ولأبنائه في صلواتنا وفي خلواتنا، فهو بطل حقيقي، ويعد من عظماء الرجال". علاقة القشعمي بالملك سلمان
القشعمي أكد ممازحة الملك سلمان الدائمة له: "دائماً ما يمازحني الملك سلمان".
ويتذكر القشعمي كيف أن الملك سلمان عندما سلم عليه، قلت له هذا ابني وأنا أشير لأحد أبنائي وقد ابيض شعره، فقال له الملك سلمان: لماذا لم تغير شعرك "كبرت أبوك". كما أنني عندما زرته قبل سنتين في جدة وشاهد العصا بيدي داعبني وقال لماذا العصا بتطق فيه أحد".
ويضيف القشعمي أن الملك سلمان قال له يوماً: "هذا آخر آبائنا حفظهم الله، وجعل هذا الوطن آمنا مستقرا كما أراد له الملك عبدالعزيز".

arrow up