رئيس التحرير : مشعل العريفي

صديق المفكر "القصيمي" يكشف أسراره ويوضح حقيقة نسبه وسبب رفضه العودة للمملكة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: المحامي المصري  إبراهيم عبدالرحمن الكاتب   هو الصديق المقرب للكاتب السعودي الراحل عبد الله القصيمي وكاتم أسراره. عاش لصيقاً ومرتبطاً به فكرياً وروحياً طيلة 50 عاماً، تأثر به، حتى إنه يحمل أقصوصات ورقية عمرها أكثر من 50 عاماً لكونها تحمل مقالة للمفكر الراحل.
و إبراهيم الكاتب  يعتبر سادن خزائن أسرار عبد الله القصيمي الكاتب الذي أثار الجدل وأثير حوله الجدل، ولدى عبد الرحمن معلومات عن الراحل يستعرضها لأول مرة،  جانباً من سيرة الرحل وجانباً من ذكرياتهما معاً، وأسباب إبعاده عن مصر وأسباب عودته إليها وسبب عدم تفكيره بالعودة للسعودية.
يحسم لنا صديق القصيمي هويته وجذوره ويؤكد أنه نجدي الأصل والنسب، كما يروي جانباً من تفاصيل حياته في لبنان ولقاءات المنيل في مصر وأزمته مع الأزهر والصخب الذي صاحب كتابه "هذي هي الأغلال" وفتاوى إهدار دمه واغتياله.
يقول عبد الرحمن "التقيت القصيمي وكان أول ما أعجبنى فيه وشدني إليه استماعه بمنتهى الجدية والاهتمام للأسئلة التي أطرحها سؤالاً وراء سؤال، ولم يستنكر كما استنكر الآخرون هذه الأسئلة".
ويضيف قائلاً "رويت قصتي الطويلة والمثيرة مع عبدالله القصيمي، منذ أن تعرفت إليه، وأنا طالب في المرحلة الثانوية في حلوان، إلى أن واراه الثرى جثمانه ونشرَ خبر نعيه في صحيفة (الأهرام) وذلك في كتابي (خمسون عاما مع القصيمي) وسردت فيه مساره وتحولاته الفكرية ثم السلفية ثم الإصلاحية ثم التحرر". في هذا الحوار مع "العربية.نت" يفتح إبراهيم عبد الرحمن خزائن أسرار الكاتب السعودي الراحل ويجيب على أسئلة شائكة طالت حياة الرجل ونسبه وإبعاده عن مصر وأسباب تحولاته الفكرية.
كيف بدأت علاقتك بالقصيمي وكيف توطدت حتى أصبحت من المقربين منه وكاتم أسراره؟
عرفت على الراحل في حلوان عام 1950 حيث كان صديقاً شخصياً لخالي المرحوم فهمي شرف الدين، وكان يسكن بجوارنا وكنت في تلك الفترة في مرحلة المراهقة، وتولدت لدي تساؤلات كثيرة واستفسارات عديدة في الدين والسياسة، وسمعت عن القصيمي أنه رجل عالم ومفكر بارز، وأفكاره محل تقدير في مصر والسعودية وكان يحظى وقتها بتقدير شديد من كافة الجهات الرسمية والفكرية، حتى إن العاهل السعودي الراحل الملك سعود عينه مستشاراً له عندما زار مصر في العام 1946، ونشرت صورة له مع الملك الراحل على غلاف مجلة المصور المصرية، ثم تتابعت لقاءاتي بالقصيمي وكنا نلتقي كثيراً في الحديقة اليابانية في حلوان، وخصص يوم الجمعة من كل أسبوع لمقابلة الطلاب اليمنيين الوافدين الذين كانوا يدرسون في مدرسة حلوان الثانوية في ذلك الوقت، المهم أن لقاءاتنا استمرت كثيراً وقربني منه والتصقت به فكرياً وروحياً. في العام 1954 صدر قرار من السلطات المصرية بإبعاد القصيمي عن مصر وبقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وذهب وقتها إلى لبنان، ومن هناك كان يراسلني بصفة دائمه ويرسل لي مقالاته التي تنشرها له الصحف والمجلات اللبنانية، وعقب عودته لمصر مرة أخرى عام 56، كنت ضيفاً دائماً على ندوته الأسبوعية التي كان يعقدها في منزله الجديد الذي انتقل إليه بمنطقة منيل الروضة، كما كنت ضيفاً دائماً في لقاء الجمعة الذي كان يعقده مع أصدقائه وكذلك مع الطلاب اليمنين، وتبادلنا أنا والمفكر الراحل الزيارات العائلية، كما كان يزورني في مكتبي للمحاماة بمنطقة وسط القاهرة، حتى صارت علاقتنا أشبه بعلاقة روحية فقد أصبحت بالفعل من أقرب الناس إليه وارتبطت به فكرياً ونفسياً، لأني كنت أحترم وأجل أفكاره ومبادئه وتصرفاته وسلوكاياته الإنسانية لأبعد مدى.
لماذا أُبعد من مصر ولماذا عاد إليها ولماذا لم يفكر في العودة للسعودية؟ كانت لقاءات القصيمي مع الطلاب اليمنيين الذين يفدون إلى مصر للدراسة تثير انزعاج المفوضية اليمنية في القاهرة، خاصة أن هولاء الطلاب كانوا على صلة بقيادات يمنية معارضة لحكم الإمام أحمد حاكم اليمن وقتها، كما أن بعض هولاء الطلاب على صلة بأهم قياديين في المعارضة اليمنية، وهما أحمد النعماني والقاضي عبد الله الزبير وطلبت المفوضية في برقية رسمية من الحكومة اليمنية التدخل لدى السلطات المصرية لإبعاد القصيمي عن مصر، لما يمثله من خطر - على حد قولها – نتيجة أفكاره التي تنادي بأن يفيق العالم العربي من سباته وغفوته، وأن يتخلص من التخلف الرهيب الذي يعيش فيه وجعله خارج العصر وأن يتسلح بالعلم والديمقراطية من أجل أن يكون له مستقبل في هذا العالم، وتصادف في ذلك الوقت أن سياسة مصر الخارجية عقب ثورة يوليو كانت تسعى لتوطيد العلاقات مع محيطها العربي والإفريقي والإسلامي وكانت مصر تعد لإنشاء حلف سياسي وعسكري يمني سعودي مصري لمواجهة التدخل البريطاني الذي كان يحكم اليمن الجنوبية، وذهب المرحوم صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة لليمن للاتفاق مع الإمام أحمد على التفاصيل وإقناعه بالانضمام للحلف فاشترط حاكم اليمن للموافقة على المشاركة في الحلف إبعاد القصيمي عن مصر، فوافق عبد الناصر وأبعد القصيمي الذي رحل إلى بيروت وبعد عامين تدخل الملك سعود لدى عبد الناصر لإعادة القصيمي لمصر. أما عن سبب عدم تفكيره في العودة للسعودية فيرجع ذلك لأن القصيمي وبعد صدور كتابه (هذي هي الأغلال) أثيرت ضجة حوله ولاقى انتقادات كثيرة وصدرت فتوى بإهدار دمه، لذا لم يفكر في العودة لبلاده. في بيروت احتفى به المثقفون وعاش حياة رائعة ماذا تعرف عن حياته هناك ولماذا احتفى به المثقفون اللبنانيون؟ عندما وطأت قدمه أرض لبنان تعرف على الأستاذ قدري قلعجي الكاتب المعروف، وصاحب دار نشر وكان الوسيط في التعارف بينهما صديق شخصي للقصيمي كان يعمل في السفارة السعودية في القاهرة، وعن طريق قلعجي تعرف القصيمي على قادة الفكر والرأي هناك ومنهم ميخائيل نعيمة وسعيد عبده "أدونيس" وأنسي الحاج وأحمد سويدان ويوسف الحوراني وجورج جرداق وسعيد علي إضافة للزعيم الدرزي المعروف كمال جنبلاط، وأفسح لبنان للقصيمي مساحات واسعة لنشر أفكاره وخصصت صحفها ومجلاتها الثقافية مقالات وأبواباً ثابتة له حيث كان يكتب في صحف ومجلات "الأحد" و"الآداب" و"الحرية" وملحق صحيفة "النهار" الأسبوعي، وكانت تلك المقالات محل جدل ونقاش وينتظرها مثقفو لبنان لتبادل الرأي حولها ما أذاع صيت القصيمي ككاتب عربي متحرر الفكر يدعو لخروج العالم العربي من شرنقة التخلف والجهل والجمود العقلي والفكري، فضلاً عن أن القصيمي أصدر غالبية كتبه من بيروت ومنها كتابه الشهير "العالم ليس عقلاً"، وتوالت كتبه بعد ذلك حتى اندلعت الحرب الأهلية عام 1975، فبدأ في إصدار كتبه الأخيرة من فرنسا مثل "العرب ظاهرة صوتية"، و"يا كل العالم لماذا أتيت؟".
وخلال حياته في بيروت - وهذا كان مفاجأه للقصيمي - كان مثقفو لبنان يشعرون بحنين المفكر الراحل لمصر واشتياقه للعودة إليها لذلك أرسلوا برقية لعميد الأدب العربي طه حسين يحثونه فيها على التدخل لإلغاء قرار إبعاد القصيمي وإعادته مرة أخرى لمصر، ولكن لم تفلح وساطات طه حسين، حتى تدخل الملك سعود، العاهل السعودي الراحل وأقنع عبد الناصر بإعادة القصيمي عام 1956. في مصر، كيف كانت حياة القصيمي بعد العودة، ولماذا تجاهله مثقفوها على عكس ما حدث معه في لبنان؟ غير صحيح أن مثقفي مصر تجاهلوا القصيمي، بل احتفوا به وسأعرض جانباً من مظاهر ذلك الاحتفاء وحياته في مصر كانت كما ذكرت لك سابقاً رائعة، عاش كما يريد وكان ينفق من راتب ثابت خصصته له الحكومة السعودية، بعد فصله من الدراسة في الأزهر، بسبب مجادلته للشيخ الدجوي وتأليفه كتاباً يرد به على فتاوى الدجوي وكانت الحكومة السعودية ترسل له الراتب بصفة شهرية منتظمة وثابتة وكان ينفق منه على نفسه وأولاده، حيث تزوج من سيدة مصرية فاضلة وأنجب منها ولدين، وكان القصيمي مواظباً على عقد ندوة أسبوعية ولقاء الجمعة، لكن تعال إلى احتفاء المثقفين المصريين به وبكتبه ومنها كتابه الأشهر "هذي هي الأغلال"، فقد كتب المفكر المصري الكبير محمود عباس العقاد نقداً للكتاب رحب فيه بشده بأفكار الكاتب والكتاب، ونشرت مجلة الرسالة الأدبية التي كان يترأس تحريرها أحمد حسن الزيات المقالة كافتتاحية لها، كما خصصت مجلة المقتطف الثقافية العلمية الشهيرة التي ترأس تحريرها إسماعيل مظهر افتتاحية عددها الصادر في نوفمبر 1946 لعرض دراسة عن كتاب القصيمي، وكتبت "إنها أول مرة في تاريخ المجلة أن يعنى محرر من محرريها بكتاب يصدر، فتخصص له الصفحات الأولى من المجلة، هذه هي أول مرة تفرد مجلة (المقتطف) افتتاحيتها لكتاب يصدر سواء في الشرق أو الغرب ويرجع ذلك إلى أن هذا الكتاب هو في تقديرنا يستحق هذه المنزلة، وله أن يحتل تلك المكانة فلم يدر بخلدنا أن أستاذاً نابها مثل القصيمي يمكن أن يخرج على أهل هذا الزمان بمثل هذه الأفكار".
كما نشرت مجلة المقتطف أيضاً في عددها الصادر في 10 فبراير من العام 1947 تحليلاً آخر لكتاب القصيمي بعنوان "هل الأغلال في أعناقنا؟" نقلت فيه كلمة لفضيلة الشيخ حسن القاياتي شيخ الأزهر فيما بعد يبدي فيها رأيه في الكتاب حيث قال "إن معسكر الإصلاح في الشرق طلعيته ابن خلدون باكورة الاجتماعيين وجناحاه السيد جمال الدين الأفغاني وتلميذاه الإمام محمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي أما قلبه فهو عبد الله القصيمي، نزيل القاهرة النجدي في جبته وقبائه وصمادته وعقاله، فذلك القصيمي إذا اكتحلت عيناك لأول التمحاته فستجده زعيم عشيرة من زعماء عشائر نجد، وإذا جلست إليه وأصغيت لحديثه الطيب فستجد عالماً بحراً يفهق بعلم ديني واجتماعي". ومن مظاهر احتفاء مثقفي مصر بالقصيمي أيضاً ما كتبه الراحل أمين الخولي الأديب الكبير والأستاذ بكلية الأداب جامعة القاهرة فقد عقد ندوة لتحليل كتاب القصيمي، وقد كان شديد الإعجاب به وكتب رسالة بليغة للقصيمي يقول في بعض منها "قرأت كتابكم (هذي هي الأغلال) فأصغيت لتلك العبارات المدوية والهتافات التي تنطق بما يخافت به الأحرار همساً حين يقولون، ويكفون عنه عندما يكتبون، وأعجبت بتلك الشجاعة الأبدية، وذلك التفكير الحيوي الذي نتمنى أن يظفر كل متحدث عن الدين بنصيب منه".
 
لكن القصيمي لم يجد تلك الشهرة والواسعة لدي النخبة والأوساط الثقافية في الستينيات والسبعينيات وحتى الآن في مصر لماذا؟ السبب بسيط هو أن كتب الراحل عبد الله القصيمي ومنذ عام 1963 عندما أصدر كتابه "العالم ليس عقلاً"، وحتى الآن ممنوعة من دخول مصر، فلم يسمع أحد بها أو يقرأ له المصريون منذ آخر كتاب سمح به وقتها وهو كتاب (هذي هي الأغلال) عام 1946 ولا أدري حتى الآن ما سبب المنع.
قيل إن القصيمي ليس سعودياً، وقيل إن هناك روايات متضاربة بشأن ذلك، ما الحقيقة في أصل نسبه وإلى أين يعود؟ اسمع مني ولا تلتفت في هذه النقطة لشيء آخر. الحقيقة أن والد القصيمي كان معروفاً باسم علي الصعيدي. الدكتور أحمد السباعي وفي رسالته للدكتوراه التي كتبها عن القصيمي قال إن رواية المنجد التي شك فيها بنسب القصيمي جاءت سطحية وبعيدة كل البعد عن الموضوعية والنقد المنهجي، فيما ذكرت الدراسة التي أجراها الشيخ أحمد الجاسر صاحب صحيفة "اليمامة" وحقق فيها شجرة عائلة القصيمي أن الراحل ينحدر من أسرة بدوية من شبة الجزيرة العربية هاجرت لصعيد مصر ثم عاد أبناؤها في وقت لاحق إلى نجد، وفي الذكرى السادسة لرحيل القصيمي في يناير 2002 أصدرت صحيفة "إيلاف" الإلكترونية ملفاً كاملاً عن القصيمي أوجزت فيه مسار رحلة العائلة من خب الحلوة، حيث ولد القصيمي، إلى مقابر الوزير بمصر حيث ووري التراب. وفي ذلك الملف قال الصحافي وكاتب السير محرر ذلك الملف الأستاذ محمد السيف إنه من المسلم به أن القصيمي ينتمي لأسرة الصعيدي وهي ضاربة في العمق بنجد، ومنتشرة بين منطقتي حائل والمدينة، مضيفاً أن المؤرخ عبد الرحمن البطحي، وهو مؤرخ مقيم في عنيزة بالقصيم، يرى أن أحد أجداد القصيمي كان يعمل بالعقيلات (أي تجارة الإبل) بين مصر ونجد قبل قرون فنسب للمنطقة التي كان يذهب إليها متاجراً بالجمال، وهي عادة نجدية قديمة ومنتشرة في العديد من المدن النجدية ويؤيده في ذلك الباحث يعقوب الرشيد والمؤرخ إبراهيم المسلم، حيث يؤكدان أن هناك العديد من الأسر النجدية منسوبة لأقاليم خارج الجزيرة العربية فهناك العماني والتركي والمصري والشامي والرومي واليماني غيرها الكثير. وذكرت صحيفة "عكاظ" السعودية في حلقتها الأولى من سلسلة حلقات كتبتها عن القصيمي في 2003 أن بعض المصادر تؤكد أن عائلة الصعيدي العريقة تنتسب للعقيلات الذي كانوا يتاجرون في الإبل لمدة 400 عام حتى انقرضت تلك التجارة. الخلاصة أن القصيمي من عائلة نجدية نسباً.
من خلال قربك من الراحل القصيمي، ما أبرز السمات والصفات التي كان يتمتع بها؟ اتسم القصيبي رحمه الله عليه بالذكاء المتقد والنبوغ الفكري والتحرر والقدرة على قراءة الواقع جيداً واستشراف المستقبل والتنبؤ به، وكان مثالياً وإنساناً بمعنى الكلمة، ورغم أنه كان عالماً ومفكراً كبيراً، كان يعيش في شقة متواضعة وخصص كل حياته للقراءة والفكر وتأليف الكتب والدعوة للحرية والديمقراطية.
 
وكان القصيمي إضافة لذلك يعلم عن يقين وصدق ومن خلال قراءة الواقع والتنبؤ بالمستقبل أن المستقبل لن يكون في صالح العرب لو استمروا على نهجهم ولذلك تنبأ بهزيمة العرب في حرب فلسطين عام 1948، وكتب يقول "إن قضية اليهود يجب أن نهبها كل حساب وتقدير فمستقبل الصهيونية في فلسطين يحتمل أن يفتح لها الأبواب هناك بعون الغرب، وأن تحتشد فيها وتتجمع العصابات الصهيونية وتتكون كيفما شاءت فإذا أنتج المال والذكاء والعلم اليهودي ومعه الرؤوس اليهودية، التي تجمعت فيها خلاصة الثقافات والمعارف والمطامع الغربية والعالمية إذا أتيح ذلك كله أن يبسط سلطانه وأن يظهر قدرته وكفايته في هذه البلاد وهي أرض فلسطين الإسلامية العربية العاجزة والضعيفة فإن النتيجة حينئذ تكون معروفة وهي تدمير العرب في فلسطين تدميراً كاملاً وسلبهم كل شيء مما في أيديهم وتحت أيديهم، ولذلك يجب أن نأخذ المناعة الكاملة التي يكون في استطاعتها تدمير الغازين ومنافستهم منافسة تمنعهم من أن يتلمسوا لأقدامهم بيننا موضعاً".
بعد إصداره كتابه "هذي هي الأغلال"، تحول القصيمي من إصلاحي إلى ثائر لماذا تحول بعد الكتاب؟ القصيمي قبل هذا الكتاب كان سلفياً، ولم يكن إصلاحياً والعكس هو الصحيح، إنه بعد تأليفه هذا الكتاب تحول إلى مفكر إصلاحي ففي البداية كان يرى أن العقيدة هي سبب النجاح، وبعد ذلك تيقن أن العقيدة هي سبب الصلاح وليس سبباً وحده للنجاح، لأن النجاح حسب وجهة نظره له أسباب أخرى يجب الأخذ بها وهو ما فعله الغربيون الذين لم يحققوا نجاحهم لصلاح عقيدتهم ولكن لبحثهم الجدي واجتهادهم وأخذهم بأسباب النجاح. ماذا عن اللحظات الأخيرة في حياته، خاصة أنك كنت رفيقه في المستشفي حتى فاضت روحه لبارئها؟ في أيامه الأخيرة وأثناء اشتداد المرض عليه تم نقله إلى مستشفى فلسطين، ولم يكن يتحدث مع أحد ويقرأ القرآن حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في 9 يناير 1996، وكانت وصيته التي نفذناها على الفور أن يدفن بجوار زوجته في مقابر باب الوزير بمصر.
8766433
97880877
8765444
9779666
8679999

arrow up