رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

الفجوة بين ما ينثر من وعود...الواقع والحل !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

المسؤولية، ولثقلها كان السلف من الصحابة رضوان الله عليهم في صدر الإسلام يهابونها ويهربون منها استشعاراً منهم بثقلها وخوفاً من السؤال عن مدى أدائهم حق هذه الأمانة يوم الموقف العظيم، وأفصح وأبلغ من عبَّر عن هذه الخشية الخليفة العادل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

والآفة دائما في هذه الوظائف القيادية تتمثل في تلك الفجوة بين ما يقوله المسؤول وينثره من وعود وبين مخرجات أداء مؤسسته، وهذا داء لا نختص به نحن ولا هو واحد من «خصوصياتنا» الهلامية بقدر ما هو داء متفش حتى في الدول الكبرى، حيث تمارس الصحافة ومنظمات المجتمع المدني هناك أدوارا رقابية على مؤسسات الدولة تكشف مواطن الخلل وتفضح الأخطاء والخطايا.

والحل عندي أنه وكما هو دارج عندنا يتم ترشيح ثلاثة أشخاص للمنصب، وهنا أعني الحقائب الوزارية " للمؤسسات الخدمية تحديداً"، ولكن على أن تعقد جلسة أو أكثر من جلسة مناظرات يتم ترشيح ثلاثة أو أربعة شخصيات من الاختصاصيين في مسؤوليات الوزارة المعنية ويتم طرح الأسئلة على المتناظرين أو المرشحين للمنصب تتناول وبطريقة مفتوحة أهم مشاكل القطاع المعني وما هي رؤية كل منهما لحلها والبرامج التي في جعبته والخطط التي يقترحها.

أتدري ما هي الفائدة؟ أولاً يكون ولاة الأمر على دراية كاملة بما ينوي عمله أو ما يفكر فيه المسؤول قبل أن يُسند إليه المنصب، ثم إن المواطنين يكونون على علم بالمشاكل التي تعاني منها الخدمة المعينة وطبيعة الحلول المقترحة مما يشكل نوعا من التفاعل الغائب بين المواطن المؤسسة، أما ثالثاً وهذا هو الأهم فإن المواطن سيكون شاهداً على وعود الوزير.

وتزداد شهيتي انفتاحاً وأنا أفكر فيما لو أننا اتخذنا نفس هذا الأسلوب كواحد من آليات اختيار مسؤولي القيادات العليا في كل المؤسسات، حتى في مؤسسات القطاعين العام والخاص الكبرى والمؤسسات الأكاديمية العليا. وأظننا بذلك لن نأتي بجديد وإنما نكون قد قمنا بتأصيل ممارسات تقليدية أصيلة حيث يتم الاختيار وفق القاعدة الذهبية المتمثلة في اختيار القوي الأمين، ولو صحت التسمية لقلنا بأنها الديمقراطية السعودية.

حفظ الله بلادي وولاة أمرنا من كيد الكائدين وحسد الحاسدين وعبث العابثين.

إضاءة :

******
لا أحد يمتاز بصفة الكمال سوى الله، لذا كف عن نبش عيوب الآخرين. الوعي في العقول وليس في الأعمار ، فالأعمار مجرد عداد لأيامك، أما العقول فهي حصاد فهمك وقناعاتك في الحياة !

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up