رئيس التحرير : مشعل العريفي

"بن سبعان" عن قضية تكافؤ النسب: العصبية القبلية ارتداد إلى الجاهلية !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: انتقد الكاتب الحصري لصحيفة المرصد البروفيسور، صالح بن سبعان، التشقق والتصدع الذي أخذ يتمدد وينتشر مهدداً النسيج الاجتماعي لمجتمعنا.
قال بن سبعان: "وما قصة الزوجة التي حكم بتطليقها من زوجها إلا واحدة من هذه التجليات لمخاطر ومساوئ هذه الظاهرة، لأن الحكم في هذه القضية انتصر للمنطق القبلي الذي جاء الإسلام لمحوه وإزالته، وتثبيت الرابطة الإسلامية محله."
وأضاف: "لم يضف حكم القضاء سوى تأكيد سيادة المبدأ القبلي في مجتمعاتنا، رغم ما بذله مؤسس الدولة وولاة الأمر بعده من جهود لترسيخ رابطتي الدين والمواطنة بشتى الطرق ومن خلال العديد من القرارات والسياسات والقوانين".
أكد بن سبعان أن من أول اشتراطات الدولة المتماسكة القوية والمستقرة هو توحيد الانتماء، بحيث يكون الانتماء للوطن هو الشرط الأول الذي لا يعلوه شرط، ثم تأتي بعده شروط أخرى، كبذل كل ما بوسع أي مواطن من جهد وفكر وعمل للارتقاء بهذا الوطن، مضيفاً: "خاصة ونحن نشهد اليوم كيف يمكن أن تتمزق الأوطان ويتقاتل أبناؤها تحت اللافتات المذهبية والطائفية والعرقية المسيَّسة وتكاد تذهب ريحها".
وطالب البروفيسور بالتصدي لما أسماه "النعرات القبلية" التي بدأت تطل برأسها بين البعض، وذلك عبر العقل والمنطق ومن قبل بالرجوع إلى تعاليم الإسلام.
وحذر بن سبعان من هذه النعرات والعصبيات القبلية التي غزت حتى المؤسسات، متجاوزةً التراشق والتهاتر اللفظي، حسب وصفه.
وقال إن ظاهرة الانتماء القبلي تثبت تناقضها مع ما أنزل الله على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومدى مفارقتها لكل ما أرسى النبي صلى الله عليه وسلم من قيم أخلاقية، وأضاف: "بل كشف أنها - أي العصبية القبلية - ارتداد إلى جاهلية كان الناس متفرقين فوحدهم الإسلام."
ويضيف: "النزعة القبلية هي ارتداد إلى حالة الفوضى، وعودة بالمجتمعات إلى مرحلة ما قبل تكوّن الأمة والدولة، وأن انتشارها في دولة قائمة، وفي أمة متوحدة، إنما يهدد كيان الدولة بالتمزق ويهدد كيان الأمة بالتشتت."
أكد البروفيسور أن الانتماء القبلي عامل إعاقة لكيان الدولة، ومهدداً لاستقرار ووحدة وأمن مواطنيها، لذا وجب تسخير نظم وقوانين الدولة لتقليص نفوذه لأدنى حدوده ليستشعر كل مواطن بأن الانتماء والولاء يجب أن يكونا للوطن.

arrow up