رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

من منا يربي أولاده؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ما الفرق بين هروب فتاتين سعوديتين إلى كوريا، وهروب فتيات أخريات إلى (داعش)؟ وما الفرق بين هروب الذكر وهروب الأنثى؟
وأيهما أقرب للمنطق: أن تهرب الفتاة بكامل وعيها وتخطيطها، أم أن تخطفها الجن «اسم الله عليها»؛ كما في (سيناريو) ظل يشكل ظاهرةً غريبة مريبة في المجتمع السعودي فقط، وناقشناها منذ موووووبطي تحت عنوان: (جِنِّي شَلْ بنتنا)! مع الاعتذار للأغنية اليمنية الفرائحية (قُمْرِي شل بنتنا)!!؟؟
وما الفرق بين أن يكون الجني شيطانًا «اسم الله علينا»، أو أن يكون (وافدًا) نظاميًا، يستخدم الشعوذة والمخدرات، وربما أغواها بتغيير دينها «اسم الله علينا» برضو؟؟
أسئلة تمطر رؤوس السعوديين كل حين، ولكنها لا تفيض كسيول (جدة)، ولا تغمر المنازل كما في (حفر الباطن)، ولا تجرف الجامعات كما في (جازان)!! لا شيء على مستوى الشعب سوى (الطقطقة)! أما على مستوى الكتاب، والتربويين، فليس هناك سوى (كليشة) تدين الأسرة، والتعليم، والإنترنت، ووسائل (التفاصل) و(التسافه) الاجتماعية!
ويجتمع الجمهور والنخبة في الانطلاق من أننا أفضل مجتمع في الدنيا والآخرة والبرزخ! وأن بناتنا تحديدًا فراشات بريئة يغريها الضوء فتقع في النار! وقطط (مغمّضة) ترسب الطالبة منهن؛ لأنها تستحي من مناقشة الأستاذ الجامعي! وتخرج الفتاة من السوق وهي لم تشترِ ما تريد؛ لأن البائعين الذكور ذئاب تتربص بها (دونًا) عن كل الجنسيات الأخرى!!
ولكن السؤال الجدير بالطرح الجاد اليوم هو: هل الأسرة مسؤولة واقعًا ومنطقًا عن تربية الأبناء؟
فمن ربى (إبراهيم) ـ عليه السلام ـ غير أبيه (آزر)؟ وأين تربى ابن (نوح) عليه السلام؟ وعلامَ ربّى (فرعونُ) سيدَنا (موسى)؟! وهل تتخيل أن أعظم فلاسفة التربية والاجتماع الزميل (جان جاك روسو) أنجب (22) بنتًا وولدًا من علاقات (سفاح) عابرة؛ كالمسيار، والمسفار، والمدشار، ولم يربّ أحدًا منهُنّهم؛ بل ترك ذلك لدور التربية الاجتماعية والكنائس؟؟!
فكيف شكلت فلسفته مستقبل أوروبا والعالم، منذ عصر النهضة إلى اليوم؟ ألأن الخواجات يفصلون دائمًا بين (الشخص) و(المبدع)؟ أم لأنه كان يخاطب الأبناء ـ لا الآباء والأوصياء ـ ببيت سيدنا (نزار قباني):
نحن آبَاؤُكُم فلا تشبهونا ** نحن أصنامكم فلا تعبدونا؟؟ أما القرآن فينسب الفضل للوالدين في تربية الابن (صغيرًا) فقط! ثم تصبح الحياة كلها مع البلوغ مسؤولية (فردية)، ولا تزر وازرة وزر أخرى!!
نقلا عن مكة

arrow up