رئيس التحرير : مشعل العريفي
 تركي الدخيل
تركي الدخيل

«أنشدة الأغاني»!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تولّى بعض المنشدين كبَر تقليد الغناء عبر العديد من القنوات الدينية. التجربة علاوة على ثلمها لحقوق الملكية الفكرية، وتتفيه اللحن الأصلي، فإنها تعبّر عن قلق اجتماعي تجاه الفنون. الفنّ ميزته أنه محايد غير مطوّع لأي تيار أو فكرة أو أيديولوجيا، حتى في زمن النازية لم يستطع هتلر أن يحوّل الفن إلى أداة تسلط وتوجيه برغم استثماره لأعمال فنانين مثل «فاغنر»، لكن بنهاية المطاف انتصر الفن باستقلاليته وعصيانه للتطويع.
موضوع الشيلات، أو الأناشيد المحوّلة من أغانٍ، يبين قلقا اجتماعيا خطيرا حيال الفنون، ومن بينها الموسيقى أو فنّ الأغنية، لا لحلّها أو حرمتها فقط، وإنما للاعتياد التاريخي على التحريم وبالتالي صعوبة التأقلم مع أغنيةٍ تصدح.
الفنون والفلكلور والرقصات والموسيقى جزء من وشوم التاريخ على جسد المجتمع، وهي نبض تاريخه، فالسامري مثلاً يخاطب وجدان سامعه بذاكرة الطين والبيوت والجوع والفرح والترح، ويعيد شريط الأزمان السحيقة من إنسان الجزيرة.
لنتجاوز القلق تجاه الفنون، وليكن الموقف منها مدنياً بحتاً، من دون تجاوزات قلقة، تبقي الأصل، لكنها تشوهه، دون أن تتجاوزه.
نقلا عن عكاظ

arrow up