رئيس التحرير : مشعل العريفي
 حمود أبو طالب
حمود أبو طالب

خيرها في غيرها يا معالي الوزير

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كان متوقعا أن تكون مواجهة وزير العمل في مجلس الشورى ساخنة جدا، لكن ليس إلى حد مطالبته بالاستقالة بعد تضييق الخناق عليه بالأسئلة الملتهبة والمداخلات النارية.

إنها مرحلة جديدة بالفعل، إذ لم يعد منصب الوزير هو ذاته الذي كان محاطا بالهيبة البالغة والحصانة من أي نقد حتى لو كان تلميحا.
صحيح أن الوزير، أي وزير، لن يستقيل بطلب من مجلس الشورى أو حتى تحت ضغط الرأي العام مهما بلغت مشاكل وزارته بسبب طبيعة تعيين الوزير لدينا، ولكن على الأقل وكما نتوقع أن أي وزير أصبح مدركا أنه مثلما سيسعد بالامتيازات والمكانة التي يمنحها له المنصب فإنه في هذه المرحلة أصبح مرغما على تحمل تبعات منصبه أمام المجتمع والإعلام ومجلس الشورى، بل وسيصبح رهن المتابعة المتواصلة من السلطة التي عينته عندما يبدأ تطبيق مؤشرات الأداء على الوزارات وكل الجهات الحكومية.
وعلى أي حال، ومن واقع معرفتي بوزير العمل الدكتور مفرج الحقباني أستطيع التأكيد بأنه يتمتع بمقدرة جيدة في التعامل الذكي مع الرأي العام ووسائل الإعلام، ولذلك أستغرب كيف وقع في مأزقين كبيرين خلال حضوره مجلس الشورى. الأول هو كيف سمح لإدارة الإعلام في وزارته أن توزع خبرا استباقيا استعراضيا ـ كما وصفته هذه الصحيفة في تغطيتها ـ على وسائل الإعلام مغايرا لحقيقة ما جرى في المجلس، مليء بالإنجازات والنجاحات في ملفات معقدة ومعلقة منذ وقت طويل، بينما المجلس وكل المجتمع يعرف حقيقة الواقع المغاير، وأيضا هناك إعلاميون يقومون بالتغطية من داخل المجلس وينقلون حقيقة ما يحدث.
أما المأزق الثاني فهو تقديمه لعرض مرئي طويل عن أبرز إنجازات الوزارة استغرق معظم الوقت وهو يعرف جيدا أن أعضاء المجلس متحفزون لمواجهته بسلبيات وإخفاقات الوزارة، ومستعدون بكم كبير من المعلومات الدقيقة عن أداء الوزارة. في هذه الحالة كأن الوزير دخل إلى مكان يتوقع أن الجميع سيصفق لإنجازات على شاشة العرض كما جرت العادة في السابق وليس أمام نخبة مؤهلة مهمتها مناقشة السلبيات والتقصير والأخطاء والفشل في أي جهة والمشاركة في إيجاد حلول لها.
بكل تأكيد فقد خسر وزير العمل أول جولة له في مواجهة مجلس الشورى والمجتمع، لكننا نأمل أن يكسب الجولة القادمة أو يتعادل فيها على الأقل، بإنجازات حقيقية وشفافية كبيرة في الطرح والاستعداد للاعتراف بالمشاكل والبحث عن حلولها.
نقلا عن صحيفة عكاظ
 

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up