رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السيف
خالد السيف

هل رأيتَ .....واو؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كانَ عرضاً مسرحيّاً باذِخاً في ثرائه كتابةً وإخراجاً وأداءً فخماً، يأخذ بكلّ مجامعِ عقلك وفكرك وعاطفتك، فلا يكاد أن يغمضَ لك جفنُ وأنتَ مُتسمّرٌ قبالة الخشبةِ مأخوذاً بإسقاطاتِ بؤرة الضوء وهي تجعلَ من تنقلات “الممثلين والممثلات” إيقاعاً يعزفُ مع كوّة النور سيمفونية أوشك قلبُك أن ينخلع لها..
ولا تسأل – يا صاحبي – عن الحوار الذي تمت كتابته بتقنيةٍ عاليةٍ من الإحساس المتوهّج حتى إنّ لحظاتِ الصمت التي تسبقُ إنشاء مفردةٍ أخرى هي أسئلةٌ يصنعُ منها المتُلقي/ المشاهد أجوبةً منتزعةً من أعماقِ واقعٍ قد كبّلته “السياسة” تلك التي جعلتَ من حياتنا نصوصاً أخرى لم تُكتب للتّو لمسرحٍ خشباتُه هي الأخرى لم تُبنَ بعْد.!!
عند عتباتِ المسرحِ من الخارج كان الحضور يتدافعون رغبةً في الانعتاق من الحُلم باتجاه الحقيقة وهروباً من النومِ إلى الإفاقة.. أسمعُ وشوشةً.. لاريبَ أنّه كان حديثاً نيئاً/ طريّاً يديرونه فيما بينهم حيال رؤيتهم لـ: “المسرحية”! يا للخيبةِ إذ ما من شيءٍ ذي بالٍ يتناولون فيه: “المسرحية” قراءةً/ أو نقداً ذلك أنّ محور حديثهم قد جاء على هذا النحو: قال أحدهم: هل رأيتَ كيف عرّت الممثلةُ رجلها.. واو.. مع أنّي ممن يرفضون التعرّي على خشبةِ: “المسرح” لكنها كانت جميلة.. أيُ مخرجٍ هذا الذي يُفكّر بـ: “….” قبل الإخراجِ ليجعل من “المرأة”.. تدثّرتُ بالخجل اتقاءً نزغ الشيطان وابتغاء التطهير من شبقٍ تلبّسني؟!
بينما قال أوسطُهم: صحيحٌ أنّ في التعرّي تهتكاً وأنّ الشيطان هو الآخر لن يجد معبراً لـ: “فتنته”هو أفضل من نفق جسد المرأةِ الذي يسكنها إدباراً وإقبالاً.. مع كلّ هذي فإنّي لم أرَ “…” مثل الذي أبانت عنه تلك الممثلة “الفاتنة”! تنحنح كبيرهم الذي تبرّع لهم بقيمة التذاكر وراح يُفلسف ما كانوا من أجله قد جاءوا قائلاً: يا جماعة.. بالاتفاق أنّ الممثلة باهرةُ الجمالِ وسخيّةُ الإغراء وكانت كريمة وهي تتخفّف “…..”، ذلك أنّ المرأة حين تمارس الفن تكون قد فقدت قيمتها .. ولقد راهنَ: “المخرجُ” على اجتلابنا لـ: “مسرحه” ثانيةً بالممثلة “الطّعم” وأحسب أنه قد أفلح وبرهانُ نجاحهِ عاصفةُ من دويِّ تصفيقٍ استمرت طويلاً حتى تكاد ألاَّ تنقطع حين تعتلي الخشبةَ: “الممثلةُ” ليس في كلّ فصلٍ من المسرحية وإنما في كلّ مشهدٍ من المشاهد التي تُقحم فيها ضرورةً تسويقيّة وكأن الحشد الجماهيري يراها في كلّ مرة لأولِ مرة!!
لئن كان كلّ ما سبق هو بالاتفاق فإنّ في الحوارِ وفي تحركّات الممثلين من الإسقاطات: “الجسدية”.. وإيحاءاتها ما يجعل: “الأعمى” يستمتع بالمسرحية أكثر من: “المبصرين”!! اتفقَ الثلاثةُ إذن على أنّ هذا مسرح “فاسدٌ” ليس له من شُغلٍ غير حُبّ إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ما يقتضي احتساباً في حماية: “المؤمنين” ومشاعرهم من هذا الأذى الذي تجبُ إماطته حالاً ودون مواربة.
تبقّى – منكم أيها القراء – أن تبحثوا لي عن إجاباتٍ لهذه الأسئلة: * أين تكمنُ المشكلةُ؟! هل هي في هؤلاء وبخاصةٍ أنّهم يوصفون من قِبلِ خصومهم بـ: (المكبوتين) إذ جاءوا من مجتمعٍ لا يفهمون من المرأة/ الجسد إلا: “ الجنس” وَفْقَ مدونة الفقه القمعي؟!
* أمّ إنّ المشكلةَ كامنةٌ فيمن أراد أن يجعل من: “المسرحِ” بوابةً لتسويق العواطف -الرخيصة- يقول ذلك خصوم المسرح ثم يُضيفون: ولن يتأتى هذا التسويق إلا من خلال تسليع المرأة بوصفها جسداً لا للسمو به وإنما لتدنيسه.؟! ونزارٌ الذي ما برحت نصوصه قِوام المرأة صعوداً ونزولاً فجعلَ منها تالياً: “الرحى” الذي يُدير عليها قصائده.. وصناعة قوافيه فقالَ بشيءٍ من حسرةِ: ثوري على شرفِ التكايا والسّبايا والبخور ثوري على شعبٍ يراكِ وليمةً فوق السرير على أيّ حالٍ.. فيا لبؤس “المرأة” التي أضحت مفردة بلا معنى حتى وإن خلعوا عليها لقب: “حُرمة”!!
نقلا عن الشرق

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up