رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

معيار خدمة المجتمع في جامعاتنا...إلى أين !؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في بلد مثل السعودية تقوم عزة الفرد والمجتمع فيه على المعايير الأخلاقية لا المادية وعلى كسب الفرد من القيم النبيلة التي تعكس دينه وتكون مرآة لمدى تدينه وإتباعه النهج الذي أرست مواثيقه وحددت ضوابطه وحدوده الشريعة التي ما تركت شاردة ولا واردة من الأسس السلوكية حتى قننتها، في مجتمع مثل هذا ، لابد وأن تحتضن مؤسساته التعليمية ومناهجها ، في كل مستوياتها، ما يعزز هذه القيم ويدعم دونما هوادة مواقعها في سياق حياة الناس اليومية لتعمل هذه المؤسسات والمناهج على بلورة الأسس المعرفية المرجعية للقيم الأخلاقية ، وابتداع وسائل تعزيزها ونشرها وترسيخها في ثقافة المجتمع ، ويأتي إنشاء كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز "رحمه الله " للقيم الأخلاقية بجامعة الملك عبد العزيز خطوة وافقت التوقيت والظروف المحلية والدولية تماما كـ "استجابة" واعية على تحديات موضوعية تحتاج تحركا ايجابيا وفوريا ، وهي بالفعل كذلك.
إلا أن لهذا التوجه وجها آخر ، وهو يتمثل في مسؤوليات الجامعة الاجتماعية ودورها في المجتمع ، فنحن نتعامل مع الجامعة وكأنها قلعة أكاديمية ،لا وظيفة لها إلا حشو طلابها بالمقررات وكفى، في حين أن دورها في المجتمع من زاوية ما نتحدث عنه هو إنها يجب أن تكون قدوة تجسد القيم التي تنادي بها وتعمل على نشرها وتجذيرها في ثقافة المجتمع ، فجامعة ، على سبيل المثال يسود في نهجها الإداري مبدأ الشخصنة بدل المؤسسية ، أو تنفق على بنودها الإدارية أكثر مما تنفق على الأبحاث ومشاريع المسؤولية الاجتماعية ، أو تكتفي بتلقين الطلاب وحشو رؤوسهم بالمعلومات دون تفعيلها أو إرشادهم لكيفية تصفيتها والاستفادة منها وتوظيفها عمليا ، لا يمكن أن نصفها بأنها جامعة تطبق معايير القيم الأخلاقية بأي حال من الأحوال ، لأن الجامعة في أساسها ينبغي أن تكون هي التجسيد الواقعي للقيم الرفيعة والنبيلة.
ومن هذا المنطلق فإننا في جامعة الملك عبد العزيز لا ينبغي أن نتعامل أو ننظر إلى هذا الكرسي نظرتنا إلى النشاط الأكاديمي البحت ، لأن أهداف الكرسي الموضوعة نفسها تجعلنا ننظر إليه باعتباره نشاطا يختص بخدمة المجتمع ، وفي إطار مسؤوليات الجامعة الاجتماعية ، خاصة ونحن نعلم إن أهم معيار بين معايير التنافسية بين الجامعات في العالم هو معيار خدمة المجتمع : ما الذي تقدمه من خدمة هذه الجامعة للمجتمع ؟ وما هو تأثيرها في البيئة المحلية؟ ،هذا هو السؤال الذي على ضوءه تحتل الجامعة الموقع اللائق بها في التنافسية المسؤولة بين الجامعات ، وليس بفخامة مبانيها ومظهرها الجميل البراق وأثاثات مكاتبها ومدرجاتها. والله نسأل التوفيق للزملاء المسؤولون عن الكرسي. إضاءة ****** الحياة تشبه الصدى، ما تقدمه يعود إليك، وما تزرعه تحصده، وماتريده تحصل عليه، وما يوجد في داخلك هو ما تراه في الآخرين...جميع أزهار المستقبل هي في البذور التي تزرعها اليوم..كلمآ ﭑعطيت بلآ مقآبل كلمآ رزقت بلآ توقع ، ﺈعمل ﭑلخير بصوت هآدئ ف غداً يتحدث عملك بصوت مرتفع !

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up