رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

صباح الخير يا أميركا

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الأميركان مغرمون بالإحصاءات، وبما أنهم كذلك فلاحظوا ما يحدث في بلادهم خلال (24) ساعة:
ففي كل يوم ينتقل 208 آلاف مواطن إلى منازل جديدة وينتقل 25 ألفًا إلى ولايات أخرى، ومن جراء هذه العملية يزحف (مركز الثقل السكاني) بمعدل 32 مترًا يوميًا نحو الجنوب الغربي.
تصدر الحكومة 70 صفحة جديدة من الأنظمة. يبلغ 60 مواطنًا عامهم المائة ويبلغ نحو 78 ألفًا الخامسة والستين.
تعلن 267 شركة إفلاسها، وتؤسس 889 شركة جديدة، ويصبح 135 مواطنًا من أصحاب الملايين. يضيف متحف (سميستسونيان) 2500 قطعة إلى مجموعاته.
يشتري الأميركيون 65 ألف سيارة وشاحنة جديدة ويحطمون 107 آلاف سيارة. يوجه 30 ألف شخص رسائل إلى رئيس الجمهورية. يطلق أكثر من 74 ألف شخص ويتزوج 24 ألفًا. تعض الكلاب 21 ألف مواطن.
يلتهم الأميركيون 40 هكتارًا من البيتزا و74 مليون قطعة سجق (هوت دوغ) و190 مليون بيضة و15 مليون لتر من الجيلاتي (آيس كريم) و4 آلاف طن من السكاكر. يشربون من (الجعة) - أي البيرة - ما مقداره بحيرة متوسطة.
يركضون مسافة 32 مليون كيلومتر فيحرقون مليارين و(200) ألف وحدة حرارية. لاحظوا أنني ابتعدت نهائيًا عن جرائم القتل والاغتصاب والسرقة، وكذلك الاختراعات والاكتشافات، والإبداعات في مجال الأدب والفن. وابتعدت متعمدًا عن الجانب المظلم والمشرق في أميركا، لأضعها كما هي مجردة أمامكم.
*** ظهرت أخيرًا أسطوانة جديدة سجلت عليها موسيقى القِرب، ومن بينها أربعة ألحان (اسكوتلندية) مفضلة ولكن الصوت بدا غريبًا على آذان خبراء الموسيقى، حتى إن (إيان ماكليود) قائد فرقة موسيقى القِرب، اضطر لأن يستمع إليها مرتين، ثم ابتسم بعد أن عرف السر. لقد سجل الشريط الأصلي كله بالمقلوب!
ومن سوء الحظ أن الأسطوانات كانت قد وزعت بالفعل على المتاجر حيث بيع منها آلاف الأسطوانات على الفور، وحتى الآن لم يقدم أحد ممن اشتروها أي شكوى. وهذه ذكرتني بمدرسة (العبث واللامعقول) التي ظهرت في الأدب والمسرح في مصر بالستينات، وذلك عندما كتب (أنيس منصور) مسرحية (خنفشارية) مدعيًا أنها من تأليف (بيكيت) وتناولها النقاد بالحفاوة والمديح إلى أن انكشفت الفضيحة.
وكذلك عرضت في أحد المتاحف بباريس لوحة لـ(كاندونسكي) من دون توقيع، وعلقت في المعرض رأسًا على عقب، ولم يلاحظ ذلك نقاد الفن الذين كانوا يتقاطرون على المعرض يوميًا، وبعد أكثر من شهر انتبه أحدهم لذلك الخطأ. ما أكثر الأشياء المقلوبة والمزيفة في حياة الناس، ومع ذلك يمارسونها ويعايشونها دون وعي، وكأن على قلوبهم وعيونهم غشاوة.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up