رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالله بن بخيت
عبدالله بن بخيت

متى يعنينا ما يجري في الموصل؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

انخرطت مجموعات وتكتلات تويتر من السعوديين بين مؤيد للحكومة العراقية في دحر داعش في الموصل وآخرين تفانوا في الدفاع عن داعش خشية على إخوانهم السنة. غطى هذا الحوار الساخن على القضية الأساسية التي تعني كل سعودي بعيداً عن الحوار المترف حول ما يجري من صراعات في دول أجنبية، كالعراق أو سورية أو نيكراجوا. الحرب على داعش سوف تنتهي بدحر داعش. لا جدال في ذلك.
أكانت الحرب القائمة حرباً على داعش أو حرباً تحت ستار محاربة داعش. في كلتا الحالتين تنظيم داعش سوف يذهب إلى الجحيم. الذين يتباكون على داعش تحت أي غطاء أخلاقي من المحتمل أن يعوضهم البغدادي خراباً في بلاد إسلامية أخرى. عليهم أن يطمئنوا وعلينا أن نقلق.
من المستحيل أن تجد في الشيطان حسنة بيد أن داعش تفوق على الشيطان بحسنة واحدة. يمتص الأشرار ويقذف بهم في جحيم التقاتل. يقتل ثم يقتل. الحرب على داعش بدأت تعطي ثمارها وأخذت الأصوات المؤيدة للجهاد الدولي تعدل خطابها الإعلامي. قيادات داعش والنصرة تحولوا بقدرة قادر من مجاهدين إلى عملاء. صاروا مؤخراً صنيعة مخابرات الدول ومجرد دمى يتم استخدامهم لإفساد سمعة السنة. الله يرحم أيام أسلافهم خطاب وعبدالله عزام وابن لادن والظواهري. كل من يحترق ويصبح عرضة للزوال يتم رميه بالعمالة للمخابرات الأجنبية.
أياً كانت تحولات قيادات الإرهاب العالمي يظل الجنود الذي يأتمرون بأمر هؤلاء مخلصين للقضية. جاؤوا إلى العراق لإقامة الخلافة كما شرحها ووضحها لهم دعاتهم الأفاضل. يعرفون أنهم إلى الموت سائرون. بعضهم مستعجل موقنا أن بنات الحور في انتظاره والبعض يريد الموت ولكنه متريث لعله يمتع جسده الفاني بقليل من السبايا. لا شك أن هدف التحالف الدولي قتل أكبر كمية من الدواعش والنصرة. روسيا وحدها قتلت حتى الآن خمسة وثلاثين ألفاً. مع الأسف سينجو قليل منهم. هذا القليل سيتجه إلى تركيا من حيث دخلوا جميعاً ومنها إلى البلاد التي جاءوا منها أو أي بلاد متهيئة لاستضافتهم.
كم عدد السعوديين الذين يقاتلون الآن في صفوف داعش والنصرة وكم عدد المتوقع نجاتهم. هذا هو السؤال الذي يهمنا أكثر من أي شيء يحدث في الدول الأخرى. معركة الموصل سوف تسحق التنظيم الإرهابي ولكنها لن تضمن قتلهم جميعاً بل ربما تشجع عودة جزء منهم إلى أوطانهم تحت شعار تصدير الخلافة التي نادى بها بعضهم.
البغدادي شيطان. الشيطان الحقيقي لا يجيد العمل في العلن. العمل السري لعبته. سيعود البغدادي مرة أخرى إلى الظلام حيث ولد وترعرع ويجب أن يعيش. حتى إذا قتل في معركة الموصل أو الرقة أو أسر لا شك استولد عددا كبيرا من الأبناء الذين سيحملون من بعده بيارق الشر. كل دولة إسلامية هدف له. الدول الإسلامية تختلف قدراتها الأمنية. المملكة حصينة أمامه لا تصلح لإنباته من جديد رغم انها الهدف الأسمى عند كل الشياطين الطليقة. ثمة دول فاشلة ستشكل أرضاً خصبة لنموهم. اليمن إحدى أهم الوجهات المرشحة. قضيتنا ليست في الموصل وما يجري في الموصل بل في النتائج التي سوف تتمخض عن تحرير الموصل.
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up