رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

لا يتراجعون ولا يعتذرون ولا هم يحزنون!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

اعتدنا على عجائب التصاريح، منذ صدرت الأوامر السامية بإلزام أصحاب السعادة والمعالي والسمو المسؤولين، بالتعاون (الشفاف) مع وسائل الإعلام الرسمية، وتخصيص متحدث لا يغلق جواله، ولو استعانوا بببغاء (ماما وفاء)!
والأعجب منها محاولة بعض المصرحين (ترقيع) عجائبهم! ولن ينسيك (فلتات) الفنان (محمد عبده)، مثل مسؤول يبرر و(يبربر) ويلف، ويدور، ويقول كل شيء، وأي شيء، في أي شيء، عن أي شيء، إلا أن يعترف بالخطأ، ويعتذر، وصلى الله وبارك!!
وقد تصبحنا يوم الأحد الماضي بأطزج تلك العجائب، في التصريح الذي أدلى به معالي أمين المدينة المنورة، للزميل (سعد الحربي)، ونشرته (الوطن)؛ ليقنع أمة محمد وعيسى وموسى وبوذا، بأن قراره بتبصيم (2300) موظف، (5) مرات في (6) ساعات؛ هو قرار عملي سريع المفعول، مبني على دراسات أجراها فور توليه المنصب؛ حيث رفع (التبصيمُ) نسبةَ الإنتاجية (5) حبات في اليوم، إلى أن تصل (90%)! ولا تدري لماذا لا تكون (100%) مع هذا الجيش الجرار من الموظفين في الأرض؟!
بل إننا إذا اعتمدنا على ساعة معالي وزير الخدمة المدنية، فسيكون في أمانة المدينة وحدها (2300) ساعة إنتاج يوميًا! فمن المسؤول عن الشوارع المليئة بالحفر، والمطبات التي تكسر الظهر، وبالوعات الصرف غير الصحي؟ ومن المسؤول عن الأدخنة المتصاعدة من تحت الأرض، وبثَّت في الناس الذعر؛ ظنًا منهم أنها نشاط بركاني؟ وكيف وجد المفسدون وقتًا للتعدي على أملاك الدولة وتزوير الصكوك؟ وكيف استطاع الغشاشون مخالفة الأنظمة في المباني والمطاعم، ومعالي الأمين نفسه يعمل (13) ساعة، كلها من ماركة (الخدمة المدنية)؟؟ وعليه: يجب تبصيم كل موظف (5) مرات في الثانية الواحدة؛ وليس في (6) ساعات!
ثم يستدرك معاليه قائلًا: إن الموظفين (المتسيبين) الذين احتجوا على قراره العبقري لا يتجاوزون الـ(100)! ما يعني أن (2200) موظف هم من المنضبطين، والمنتجين ساعة في اليوم فقط؛ ما يعني برضو: أن معاليه لم يجد ما يعمله غير ملاحقة الـ(101) مرقَّش ومرقَّش! وسنضيف لهم أي (واحد) يسأل عن (الواحد) الذي أضفناه على الـ(100)!
وبما أنه يصعب ـ وربما يستحيل ـ أن يتراجع مسؤول عن قراره ـ كحكام كرة القدم ـ فإننا نرفع لمعاليه معروضنا هذا؛ راجين أن يجرب (التبسيم) مرة واحدة فقط في السنة!!

نقلا عن مكة

arrow up