رئيس التحرير : مشعل العريفي
 تركي الدخيل
تركي الدخيل

حكاية «سرقة»!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

هل يتوقع أحد، أن المتنبي، شاعر العرب العظيم، اتهم بالسرقة؟!
حدث ذلك، من قِبل خصومه، الذين اعتبروه سطا على عيون الشعر العربي. والحقيقة أنهم استخدموا هذه التهمة، باطلاً من أجل خصومة فكرية، غير نزيهة!
نتذكّر تهماً عديدة، وجهت إلى كثيرين، ولا يمكن إطلاقاً اعتبارها تهمة صحيحة، ولهذا شرحٌ آخر، ولنا أن نراجع كتاب عبدالسلام بن عبدالعالي، «في الترجمة»، لنرى المعنى الحرفي للسرقة، التي يستعذب البعض اتهام الآخرين بها.
رأى البعض أن المعلومات البدهية حول مدينة «الموصل»، التي استخدمها في مقال لي، مسروقة من «ويكيبيديا»، بينما أي عاقل يعرف علاقة الموصل بالموسيقى، واسم زرياب متداول في الجزيرة العربية، ووصف به طلال مداح، والموسوعات بأصنافها وجدت للتأكد من صيغة، أو لمعرفة تاريخ أو معلومة، والصدور عنها ليس سرقةً بتاتاً!
السرقة في التاريخ العربي، كانت ولا تزال وسيلةً لتصفية الحسابات، وتغذية الخصومات، اقرأ كتاب «الوساطة بين المتنبي وخصومه»، للجرجاني، وانظر هل فعلاً سرق المتنبي من عيون الشعر العربي، كما اتهمه خصومه؟!
كثر من هذه التهم، تبنى على الاختلاف السياسي، والرغبة بالانتقام الأيديولوجي. السرقة تتعلق باختطاف فكرة، أو أخذ نتيجة بحثيّة، أو السطو على جهدٍ ومنتجٍ خاص، أما أن تستعين بالموسوعات بأصنافه، فتأخذ عدد سكان الرياض، أو أن تبحث عن تاريخ مولد محمد عبده، أو مكان وفاة طلال مداح، فهذا توثيق للمعلومة وتـأكدٌ منها.
السرقة تتعلق بالأفكار الفارقة، والنتائج الخاصة، المعلومات العامة، فهذه ليست ملكاً لأحد حتى تسرق منه، وكذا معلومات الموصل، هي ملك التاريخ فقط.

نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up