أسبوعٌ بلا «مكياج»..! أعان اللهُ الرجال.!
ليسَ بالإمكان أن نتصورَ أسبوعاً واحداً يُمكن أن تكون فيه: «المرأة» من غير: «مكياج»!! ذلك أنّ المرأة – هنا وهناك – هي مَن قد رهنت قبولها لدى: «الرجل» بالكميةّ التي تدحو به وجهَهَا من (المكياج)! ولك – يا صاحبي – أن تتخيّل عِظمَ الفجيعة التي سيكون عليها: «الرجال» حين يجدون أنفسهم وجهاً لوجه قِبالة: «امرأة» بلا «مكياج» وكلما كانا لوحدهما تعاظمت الفجيعة وتضخّم الهلع (بسم الله علينا)!
وما دمنا نتحدّثُ عن: «الأصباغ» فلا يسعنا في هذا المقام أن نتجاوز قولة: «هيراقليط» إذ صرخَ في وجه الحقيقة قائلاً: (ما يميّز الظهور هو الاختفاء)
إذن.. إنْ هي إلا الصدمة الكبرى التي سيُمنى بها الجميع حين البحث عن: «الأنثى» بين أنقاض «لحمٍ وشحمٍ» لا نتبيّن الوجه من القفا.!! على أي حال.. فلا أحسبنا حينذاك قد ظفرنا بأيّ ملمحٍ لـ: «الأنثى» للمرأة التي خبرناها قبلاً من بعد ما هجرها «المكياج» – لأسبوع واحد -.. وما من شكٍّ أنّه كان خير عونٍ لها في سبيل استرداد عافية: «جاذبيّتها» التي غادرت مضاربها.!
وبشهادة: «المرأة» نفسها التي ما فتئت تحفظ لـ: «المكياج» جميله عليها العمر كلّه.. إذ ما نسيت تلك المواقف – القاتلة – التي كادت جرّاها أن تخسر: «حياتها» لولا أنّ ثمّة: «مكياجاً» كان بالقرب منها يفعلُ بها من التّزيين ما تشاء ولا يعصي لها أمرا!!
ولو أنّ أسبوعاً فعلاً كان بلا: «مكياج» فإنّ أيامه ستجري على هذا النحو الكئيب:
* ستتضاعف فيه نسب «الطلاق» بنحوٍ لم تشهده المملكة من ذي قبل والأسباب معروفة سلفاً!.
* يُصرّ الأباء على إرجاء توقيت: «الرؤية الشرعية» لـ: «الخاطب» إلى أن تنزاح غمة هذا الأسبوع الأسود «الأقشر» الذي ما عاد عليهم إلا بكل سوء.
* تجتاح الجامعات ومدارس البنات وأماكن توظيف النساء موجة: «غياب» جماعيٍّ طيلة الأسبوع! ومن اضطر منهنّ للمجيء – وبخاصةٍ الموظفات – فإنّ جهاز «البصمة» هو الآخر (هنّق) لأنه لم يتعرّف عليهن!.
* حالة إرباكٍ اقتحمت: «البيت السعودي» ذلك أنّ الذكور من: «الأولاد» وجدوا حرجاً في الدخول إلى بيوتهم ظنّاً منهم أنّ في البيت – حريم زائرات – وليس الأمر كذلك وإنما هنّ: «الأخوات» لكنها لعنة (المكياج) التي أحالت الأخت إلى شبح!!
* أضربت كلّ الممثلات – الخليجيات – عن التصوير في ذلك الأسبوع مراعاةً لمشاعر: «المعجبين والمعجبات»!!
* لم تٌسجّل أي حالة تصوير «سناب» يخص أي بنت من: «بناتنا» الله يخلف!!
* انحسرت ظاهرة: «التّحرش» على امتداد أيام ذلك الأسبوع إن لم تكن قد انعدمت بالمرّة!
* شهدنا عودةً مثاليةً للاحتشام – المبهج – إذ أحكمت: «النساء» ذلك الأسبوع الغطاء – الساتر – على وجوههن (وفق طريقة الجدات) وذلك من قِبل من اضطرتهنّ الحاجة الملحة للتسوّق!
تبقّى متغيراتٌ طرأن على أسبوعنا – طيب الذكر – غير أنّ ما فضُلَ من مساحةٍ لا يُمكنه أن يتسع إلا إلى طرفةٍ – نكتة.. وإلى بيتين للمتنبي لهما علاقة بموضوعنا هذا:
* الطرفة «نكتة»:
في اليوم الثاني من زواجه راح يُنقّب – عن شكّه – في الشنطة اليدوية لعروسته فلم يحتمل مفاجأة ما لقيَ إذ وجد صورة لولد – يُشبه واحداً من العيال بلا شماغ – وبحماقة المتعجلين حملها إلى أهلها ثم ناولها عند باب بيتهم: «ورقة طلاقها»!
بعد مضي أسبوعٍ كاملٍ ولما أن عَلِم أهل البنت أنّ سبب: «الطلاق» صورة وجدها داخل شنطتها وكان محتفظاً بها – لحماية صحّة قراره – إلا أنه ما إن أطلعهم على «الصورة» لم يتمالك والد البنت نفسه فكتم ضحكته قائلاً: الله يهديك يا وليدي تراك تعجّلت هذي هي «هيلة زوجتك» بس إنها من غير مكياج!!
* قال المتنبي:
أفدِي ظِبَاءَ فَلاةٍ مَا عَرَفْنَ بِهَا
مَضْغَ الكلامِ وَلا صَبغَ الحَواجيبِ
وَلا بَرَزْنَ مِنَ الحَمّامِ مَاثِلَةً
أوراكُهُـــنَّ صَقيلاتِ العَرَاقيــــبِ
نقلا عن الشرق