رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

القصر الطائر

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

وسعت سلسلة فنادق ومنتجعات (فورسيزونز) آفاقها وحدودها، لتبلغ فعليًا السماء والنجوم هذه المرة، فقد نجحت السلسلة من جديد في إعادة رسم مشهد الضيافة الراقية من خلال إطلاقها طائرتها الخاصة التي تعد بمثابة الطائرة الأولى من نوعها في قطاع الضيافة الفاخرة التي توفر تجارب سفر استثنائية راقية.
هكذا جاء بالأخبار، والطائرة الكبيرة تتسع فقط لـ(52) ضيفًا من رجال الأعمال (المليارديرية)، وتستمر الرحلة على مدار (24) يومًا وثمن التذكرة غير معلن إلى الآن - ويبدو أنه لم يعلن خوفًا من (عين الحسود) - وتبدأ الرحلة حول العالم في شهر فبراير (شباط) من ولاية لوس أنجليس الأميركية وتنتهي بتناول عشاء احتفالي في لندن، وتشمل تسعًا من أشهر الوجهات السياحية حول العالم وتتيح الرحلة للمسافرين استكشاف المدن الحيوية الرئيسية وعجائب الفن المعماري والمواقع الطبيعية المذهلة، ويمكن للضيوف التمتع بكل الوسائل الترفيهية المقدمة في فنادق (فورسيزونز) ومنتجعاتها. وهذه الطائرة هي من نوع (إيرباص 380)، وهي أكبر طائرة في العالم، وسعتها الاستيعابية هي (500) راكب، وقد قصروها على (52) راكبًا فقط، ليسرحوا ويمرحوا فيها، ويتمددوا على الأسرّة بكل راحة.
وزيادة منهم في الرفاهية القصوى، جلبوا للطائرة آخر ما توصلت له العبقرية اليابانية في صناعة المراحيض الإلكترونية، والتي تسمّى (عروش اليابان)، وهي مطلية بماء الذهب، وتتمتع بلوحة إلكترونية لتوجيه فم الشطاف والتحكم في درجة حرارة وضغط الماء ونوع الرذاذ، ومجفف ومطهر للهواء، وتدفئة المقاعد في الشتاء البارد، ليشعر الجالس عليه بالطمأنينة.
باختصار، إن في تلك الطائرة من المميزات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت حتى الآن. وإنني أتمنى من القائمين على سلسلة تلك الفنادق الفاخرة، لو أنهم اعتبروا مقالي هذا بمثابة دعاية لهم، (علّ وعسى) أن ترق قلوبهم ويكافئوني بتذكرة مجانية لهذه الرحلة الباذخة، غير أنني على يقين أن أمنيتي هذه هي (كعشم إبليس بالجنة). الواقع أنه في هذا الزمن أصبح لفيف من (المليارديرية) يعيش بعضهم عيشة أين منها عيشة الملوك والأباطرة التي تتواضع حيالها؟! فأي نعيم هم يعيشون فيه الآن، وأي نعيم كان يعيش فيه على سبيل المثال ملك فرنسا (هنري الرابع)؟!
فيقال إنه عندما هب إلى نجدة (كاميريه)، أنهكته رحلة الطريق الطويلة الوعرة، فتوقف في مدينة (إفيان) لقضاء فترة من الراحة، فخف إليه جماعة من السكان على رأسها رجل شاء أن يرحب بالملك، فبدأ خطابه بهذه الألقاب: أيها الملك العظيم، الكثير الحلم، الفائق الشرف، الكريم النفس، فقاطعه الملك قائلاً: أضف إلى ذلك (الشديد التعب)، أرجوك أود أن أرتاح، وسأصغي إلى البقية فيما بعد.

نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up