رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السيف
خالد السيف

إن هي إلا ساعات وتصل فيه «التنورة» إلى البيت الأبيض..!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كان الإرهاص للمُضي بهذا الاتجاه ابتدأ بصناعةِ ترميز يبعث على الدهشة؛ إذ تحايلوا على مرض «هيلاري» لتكونَ أول امرأةٍ تترشّح للانتخابات الرئاسيّة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة «رجلٍ» أبرز ما كان يتميّز به الاستعراض بكرهه الشديد للنساء!! وقد قال المرشح الجمهوري متحدثاً عن «هيلاري كلنتون» خلال اجتماعٍ حاشد انتظم يوم 7 مايو/ أيّار «.. إنها تُراهن على كونها امرأة، ولولا ذلك ما ليكون لها أدنى حظٍّ في الانتصار..!» من قبلِ «باراك أوباما» كانت «الهويّة» المطروحة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية (الهويّة الذكوريّة) في لونها «الأبيض» دونَ بقية الألوان!! ما يعني أنّ (الأنوثيّة) ستؤخذ بعين الاعتبار فيما بعد «هيلاري كلينتون»! ولأنّها أمريكا فقد آلت على نفسها إلا العبث بـ: «الصناديق» كيفما شاءت ابتغاء أن تُقدّم لنا عالماً «جديداً» سيتولّى فيه (أمرنا) امرأة (من ذوات الكعوب العالية) مِن بعد ما أذنت لـ: «ملّونٍ» من ذوي البشرة السوداء أن يدير شأن العالم لثماني سنواتٍ كانت حُسوما..! على أيّ حال.. فإن الحزب الديمقراطي هو الأكثر دهاء، ويمكن أن نقرأ شيئاً من ذلك خلال اشتغاله على التسويق لـ: «هيلاري» ابتغاء وصولها لسدة الحكم – الذي سيكون -؛ إذ ما برح يُقدمها بوصفها «مصلحة اقتصادية واجتماعية» عزفاً على وتر «الإصلاح الداخلي» وَفق مبدأ (مونرو)! وإذن فـ: «أمريكا» بمرحلتها المقبلة شاءت أن تكون «هيلاري» رئيسة وليس «ترامب» الذي وإن أبدى سماجة/ ووقاحة غير أنه ليس من ذات المدرسة التي تسعى للحروب الدولية، وإنما هو ممن ينتسب لمدرسة تصرف جلّ مسعاها لتحقيق «السّلم الدولي»!! ولئنّ كانت «هيلاري كلينتون» من اللائي يئسن من «المحيض» فلم تعُد هي تلك المرأة (خالصة الأنوثة) ولا هي بذات «الرجل الخالص» الذكورة؛ إذ ألفيناها في منزلة بين المنزلتين بحيثُ استقرّ بها المقام «السياسي» فيما بين «أوباما» و«ترامب»!! على الرغم من أنّها لا تعدو أن تكون في حسابات «الأمريكيين» نسخة أخرى من «أوباما» ولعلّهم لم يتجاوزوا التوصيف الدقيق حين اعتبروها ستُمثّل المرحلة الثالثة لفترة رئاسة «أوباما»؛ إذ ستنخرط – مباشرةً – في إكمال كلّ ما قد ابتدأه الأول بحسبان السياسة الأمريكية – في الخارج – ذات خطوط قارّةٍ ومستقرّة ليس من شأن تلك السياسة الثابتة سوى الانتظار لمن سيُسيّر لها أعمالها، ذلك أنّ ثمة «مطبخاً» في أقصى حجرات «البيت الأبيض»، لا يؤمن مطلقاً بتغيير «أوانيه من طناجر وسكاكين» وليس حفياً بتغيير «مقادير» طبخاته.! وبمعنىً آخر يمكن القول: إنّ المرشَحَين وإن تباينت برامجهما «الانتخابية» فإنّ لهما ظاهراً/ وباطناً وليس الاختلاف إلا في الظاهر – وهو شأنٌ يُعنى بالداخل الأمريكي – بينما يظلّ الباطن واحداً بالنسبة للمرشحين؛ إذ لا يُمكن أن يطاوله التغيير بوصفهما ينتميان لـ «ملةٍ أمريكيّة واحدة»، وهي «الملة» التي يتماهى فيها الحزبان «الديمقراطي» و«الجمهوري» على النحو الذي يجعل من أوراق – البرامج الانتخابية للمرشحين – ينتسبان – بصورة بيّنةٍ – إلى إضبارةٍ واحدة..! وهذا ليس بجديد ذلك أنّه قولٌ ما فتئ الناس – كلّ الناس – يعدونَه من المكرر حد الملل الذي يُعاد إبان كلّ دورة انتخابية للرئاسة الأمريكية. بالمجمل يمكن القول إنّ «هيلاري كلينتون» تتوافر على كلّ ما كان عليه «أوباما» قبلاً من مؤهلات ما يرشحها بالتالي إلى أن تعيد كلّ خيبات «أوباما» على أمريكا وحلفائها، ذلك أنها لا تختلف كثيراً عن رؤاه السياسية التي أنتجت تلك الخسارات وبخاصةٍ ما طاولنا منها نحن «العرب/ والمسلمين»، وفي كتابها «خيارات صعبة» يُغني عن الإفاضة غير أننا لا نقرأ، وحتى إن قرأنا فما أحسبنا قد تمكّنا بعد من مغادرة ما الوصف الذي لزمنا حِقباً من افتقارنا لـ «الفهم» واحتفالياً بـ «النسيان»! المؤمل أن يتجاوز «العرب» اشتغالاتهم الهشّة في المقارنة بين رئيسٍ وآخر، ذلك أن المشهد «الانتخابي» ليس عروضاً للمتابعة استمتاعاً، وإنما نتائجه تتعلق – بالضرورة – بمصيرنا! وإني أوشك على الجزم – يقيناً – بأنّ صانع القرار الأمريكي بسببٍ من افتقادنا لرؤية عربية/ واحدة صلبة.. أؤكد: أوشك على الجزم بأنّ صانع القرار الأمريكي لا يعرف هو الآخر ما الذي يُريده العرب بالضبط!! الأمر الذي يجعلنا شركاء «لأي رئيس أمريكي» في الجرائم والأخطاء التي مورست بحقنا/ وستُمارس لاحقاً!! بقية القول: تناقلت النساء في «أمريكا» هذا السؤال: ما مصير «مونيكا» لو فعلا فازت هيلاري بالرئاسة؟! وكان نصيب تساؤل السعوديات: ما مصير قيادة المرأة للسيارة في السعودية لو أمسينا على خبر «رئاستها» لأمريكا؟! وتساءل طالب علم: هل سيُفلح «العالم» حين يتولّى أمره «امرأة»؟!
نقلا عن صحيفة "الشرق"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up