رئيس التحرير : مشعل العريفي

تعرف على أسرار "الماسونية".. وكيف وصلت للبلاد العربية والإسلامية؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: بينما يرى كثيرون أنها يهودية أو ذات ارتباط وثيق بالصهيونية العالمية وتهدف للسيطرة على العالم بالتدريج والسعي لإعادة بناء ما تعتقد أنه "هيكل سليمان"؛ ينفي زعماؤها ذلك ويؤكدون أنها "جمعية خيرية تسعى لتآخي البشرية ورفاهيتها". إنها "الماسونية".. تلك الحركة السرية العالمية؛ الي عرفت بغموض النشأة والأهداف وسعة الانتشار والنفوذ، تسمي نفسها "أخوّة البنائين الأحرار"- تقول إن نشأتها الرمزية تزامنت مع ما تدعوه "هيكل سليمان" الذي تعتبره أول عمل عظيم نفذته، ومن "إنشائه" استلهمت اسمها "البناؤون الأحرار" وأخذت تقديس "حرفة البناء".
ويقول المؤرخون الماسونيون إن "أسرار المهنة" وصلت إلى إنجلترا عام 926م على أيدي البنائين والصناع الحرفيين الأوائل الذين عملوا في تشييد الكنائس وغيرها من البنايات الدينية. ويفتخر الماسونيون بمن يُسموْن "فرسان الهيكل" الذين يعتبرونهم من العناصر المؤسسة للماسونية.
و"فرسان الهيكل" تشكيل عسكري على أساس ديني شارك مع الصليبيين في محاربة المسلمين لانتزاع المسجد الأقصى منهم، إذ يعتقدون أنه بُني تماما فوق ما يسمى "هيكل سليمان".
ويضيف جون هاميل المتحدث باسم المحفل الماسوني الأكبر بلندن (في لقاء مع قناة الجزيرة عام 1999) بشأن ارتباط الماسونية بـ"هيكل سليمان" المزعوم أن " هيكل سليمان هو البناء الوحيد الذي وُصف تفصيلاً في التوراة، وعندما كانت الماسونية تنظم نفسها في أواخر القرن السادس عشر وبدايات القرن السابع عشر كانت التوراة مصدراً عظيماً للمحاكاةِ والتميز، ولهذا تناولوا فكرة البناء واستخدموا بناءً موصوفاً في التوراة".
يُعتبر "المحفل الكبير" في لندن -الذي أنشئ خلال صيف عام 1717- أقدم المحافل الماسونية الرسمية العالمية وأكثرها سلطة، وقد نشأ من اندماج أربعة محافل ماسونية وأعطى لنفسه صلاحية العمل على توحيد الحركة الماسونية العالمية تحت وصاية "أستاذه الأكبر".
ومن بريطانيا تمددت الماسونية إلى فرنسا في عشرينيات القرن الثامن عشر الميلادي الذي كان قرن الرواج الكبير للأفكار الماسونية، وتوسعت موجتها بعد ذلك في البلدان الأوروبية وأميركا حيث أثر رجالها في قيام الثورتين الفرنسية والأميركية، ثم انتقلت أقطار العالم الأخرى عبر جحافل الحركة الاستعمارية في العقود اللاحقة.
وتعد أبرز أهداف الماسونية "هو أن تكون حركة تتجاوز الحدود والدول والأشخاص، وتتحكم من خلالها قلة من الناس في مقدرات العالم وخيراته، وأن ما تقوم الماسونية من أنشطة خيرية لصالح الفقراء والمحتاجين مجرد غطاء للأهداف الخفية للحركة".
ويرى آخرون أن رموز الحركة التوراتية -مثل نجمة داود التي ترمز عندهم للحياة وما يسمونه "هيكل سليمان"- تشير إلى صلتها باليهودية، مما يدل على أنها أداة من أدواتها السرية للسيطرة على العالم وتحقيق مصالحها فيه.
أما حضور الماسونية في البلاد العربية والإسلامية فما زالت تلفه سرية كبيرة، ومع ذلك فقد أدى انفتاحها الإعلامي المتزايد إلى ظهور جوانب منه، كما حصل في مؤتمر المحفل الأكبر للماسونية الذي انعقد في العاصمة اليونانية أثينا خلال يونيو/حزيران 2008 تحت عنوان "عبر بناء أوروبا نبني العالم".
وكان ضمن المشاركين في المؤتمر وفود عن المحافل الماسونية في بلدان إسلامية مثل تركيا، وعربية مثل لبنان الذي قاد وفده إليه "الأستاذ الأعظم" في "المحفل الأكبر اللبناني المركزي" آرام نازاريان، والمغرب الذي كان وفده برئاسة وزير الزراعة والصيد البحري آنذاك عزيز أخنوش.
أحد الماسونيين الكبار يدعى يوسف الحاج يقول "إن الماسون يؤمنون بالتوراة لأن الماسونية بنت اليهودية، إنهم يؤمنون بإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين".
ويقولون إنهم يمجدون "الرب مهندس الكون" ويعتبرونه "البنّاء الأعظم"، وإنهم يشجعون من ينضم إليهم على "تقوية دينه الذي يؤمن به" وأن تكون لدين "قيم أخلاقية"، وأن يلتزم بـ"حرية التفكير" وحب الآخرين وخدمة رفاهيتهم، والعيش معهم بأخوة وتسامح بغض النظر عن انتماءاتهم. ويزعمون أنهم يؤمنون بـ"القيم العالمية المشتركة" وضرورة تعليمها للشعوب وصولا إلى إيجاد "العيش المشترك" بينهم، وتعليمهم "القيم الديمقراطية لتكوين مجتمع مدني بغير حدود.
ورغم الانفتاح الإعلامي الذي صار الماسونيون يبدونه -خاصة في بريطانيا وأميركا- في إطار مراجعة جذرية أجراها زعماء الماسونية قرروا فيها التخلي عن الغموض الذي يحيط بهم والتركيز على أنشطتهم "الخيرية"؛ فإنهم لم يسمحوا لأعضائهم بالحديث عن طريقة المصافحة أو كلمة السر المطلوبة لدخولهم المراكز الماسونية، كما بقيت اجتماعاتهم الخاصة قاصرة عليهم.
ظلت الماسونية حركة سرية مبهمة بالنسبة للغالبية الساحقة من الناس في هذا العالم، ولذلك يرى مطلعون أنها حركة تهدف للسيطرة على العالم من خلال ربط صلات قوية بأقطاب المجتمعات المحلية وأصحاب النفوذ فيها، وزرع أتباعها الموالين لها في مختلف المحافل الفكرية والعلمية والثقافية، وفي المراكز السياسية والاقتصادية وحتى القضائية والعسكرية الحساسة في دول العالم.
ويقولون إن المحافل الماسونية تتخفى دائما وراء أسماء منظمات وجمعيات وهمية لمزاولة أنشطتها الفكرية والسياسية والتغلغل في مفاصل السلطة، عبر زعماءٌ وقادة ومسؤولين كبار ساعدتهم الحركة في الوصول إلى المناصب الرفيعة والبقاء فيها مقابل خدمة أهدافها والالتزام بعهودها، حيث يؤدون جميعا قسم الولاء لخدمة تلك الأهداف ولا يجرؤون على التراجع عن قسمهم تحت طائلة الموت بأبشع الأساليب.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

آخر الأخبار

بالفيديو.. عبد الإله الموسى يتحدث عن "صفقة العليا" التي كانت نقلة نوعية في انطلاقة والده ليصبح من أكبر تجار العقار
بالفيديو.. عبد الإله الموسى يتحدث عن "صفقة العليا" التي كانت نقلة نوعية في انطلاقة والده ليصبح من أكبر تجار العقار
بالفيديو.. مواطن يروي قصة إهداء صديقه له 20 ألف ريال معونة زواجه... وبعد مرور 7  سنوات كانت المفاجأة الصادمة
بالفيديو.. مواطن يروي قصة إهداء صديقه له 20 ألف ريال معونة زواجه... وبعد مرور 7 سنوات كانت المفاجأة الصادمة
بالفيديو.. رجل الأعمال "عبد المحسن الدريس" يروي قصة أول دين اقترضته عائلته.. وسر البدء من "الأرطاوية"
بالفيديو.. رجل الأعمال "عبد المحسن الدريس" يروي قصة أول دين اقترضته عائلته.. وسر البدء من "الأرطاوية"
شاهد .. مسنة أمريكية تزور شابا سعوديا في القصيم أقام لديها أثناء فترة ابتعاثه في تكساس .. وتكشف عن أكثر ما أعجبها في الأسرة السعودية
شاهد .. مسنة أمريكية تزور شابا سعوديا في القصيم أقام لديها أثناء فترة ابتعاثه في تكساس .. وتكشف عن أكثر ما أعجبها في الأسرة السعودية
بالفيديو.. رجل الأعمال عبدالمحسن الدريس يكشف عن نصيحة والده التي لم ينساها أبدا
بالفيديو.. رجل الأعمال عبدالمحسن الدريس يكشف عن نصيحة والده التي لم ينساها أبدا
بالفيديو.. الذبياني يكشف عن أفضل طريقة للتعامل مع الزوجة النرجسية
بالفيديو.. الذبياني يكشف عن أفضل طريقة للتعامل مع الزوجة النرجسية
شاهد .. رجل يضرب آخر بشاكوش على رأسه حتى الموت في أحد شوارع العراق
شاهد .. رجل يضرب آخر بشاكوش على رأسه حتى الموت في أحد شوارع العراق
شاهد.. مواطن يتنقل بين مراكز الصيانة لإصلاح سيارته فأخبروه بأن المشكلة في المكينة.. وعندما أحضرها لميكانيكي سعودي كانت المفاجأة!
شاهد.. مواطن يتنقل بين مراكز الصيانة لإصلاح سيارته فأخبروه بأن المشكلة في المكينة.. وعندما أحضرها لميكانيكي سعودي كانت المفاجأة!
arrow up